١ ـ والهداية تشريعية ، وهي التي أرسل الله بها الرسل والأنبياء لهداية البشرية ، قال تعالى : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )
٢ ـ والهداية التكوينية ، وتشترك بها المخلوقات والحق سبحانه يقول : ( وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ) ١ .
و [ البراهين جمع برهان وهو لغة الحجة وقد برهن عليه ، أي : أقام الحجة ] ٢ .
والمقصود بهذه الفقرة من الدعاء أن يهديه الله تعالى وهو الهادي ليعرف الله بالبرهان والدليل والحجة ، وليقيم بذلك الحجة على المنكرين ، وكيف يمكن للمنكر أن ينكر البرهان الساطع والحجة الدامغة قال تعالى : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ) ٣ .
ثم قال في الفقرة الأخيرة من الدعاء :
« وخذ بناصيتي إلى مرضاتك الجامعة بمحبتك يا أمل المشتاقين »
الناصية لغة واحدة النواصي ، وهي : مقدمة شعر الرأس والمراد بالدعاء أن يهديه الله ويوجهه إلى حيث ما يوجب رضاه ، ومغفرته ، وعفوه ، ومرضاة الله الجامعة كل ما يؤدي إلى رضا الله عن العبد ، ويبعد عنه غضبه وسخطه ، وأن يأخذ بيده لِما فيه الخير ، والصلاح ، والرضوان .
__________________
١ ـ سورة السجدة ، الآية : ٢
٢ ـ مختار الصحاح : ٥٠
٣ ـ سورة الطور ، الآية : ٣٥