والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو الله تعالى
أن يجعله من المستغفرين فيه ، والاستغفار درجة عالية من درجات عباد الله المخلصين ، وقد سمع أمير المؤمنين علي عليهالسلام رجل يقول : [ أستغفر
الله ] فقال : « أتدري ما
الاستغفار ؟ ، الاستغفار درجة العليين ، وهو أسم واقع على معان ستة :
١ ـ
الندم على ما مضى من المعصية أبدا .
٢ ـ
العزم على ترك المعصية أبدا .
٣ ـ
أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملسا ليس عليك تبعه .
٤ ـ
أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها .
٥ ـ
أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ لحم جديد .
٦ ـ
أن تذيق الجلد ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول : أستغفر الله » .
ثم يقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعائه :
« واجعلني فيه من
عبادك الصالحين القانتين »
والعبودية لله تعالى أشرف صفة يتصف بها صفوة أولياء الله ، فهي مقدمة حتى على النبوة ، قال تعالى : ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا )
وقال : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ
بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) .
__________________