وهو منزه عن الانحصار في مكان وهو القائل : ( وَاللَّـهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ ) ١ ، وهو تعالى متعال عن القرب الحسي لتعاليه عن المكان ونظيره .
ثم يقول صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« وجنبني فيه من سخطك ونقماتك »
ورد في اللغة : جنبه الشيء تجنيبا ، بمعنى : نحّاه عنه ومنه ، قوله تعالى : ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ) ٢ .
ومعنى ما ورد في الدعاء أي باعد بيني وبين ما يوجب سخطك ونقمتك ، وهو المعاصي والذنوب التي تسبب غضب الله وعذابه ، والسّخَط والسُخْط ضد الرضا وقد سخط أي غضب ، فهو ساخط وأسخطه أغضبه .
والنقمة جمعها نَقِمات ونقم عليه فهو ناقم أي عتب عليه ، وانتقم الله منه عاقبه ٣ .
أي جنبني يا رب عن ما يُسبب عقابك وانتقامك ، واجعلني من أهل طاعتك الذين يستحقون ثوابك وثوابهم جنتك التي وعدت بها عبادك المخلصين .
ثم ينتقل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعائه فيطلب من الله تعالى أن يوفقه لتلاوة آيات القرآن الكريم فإن شهر رمضان شهر القرآن ، وشهر التلاوة ، وشهر الذكر والقراءة المفيدة النافعة يجب أن تكون قراءة تدبر وتأمل ، وتلاوة القرآن الكريم والإكثار منها يفتح آفاق النفس على رحاب الله تعالى ، وتنفع
__________________
١ ـ سورة البروج ، الآية : ٢٠
٢ ـ مختار الصحاح : ١١٢
٣ ـ مختار الصحاح : ٦٧٨