«هندات» فاحترز بذلك عن نحو : «قضاة وأبيات» ، فإن كلّ واحد منهما جمع ملتبس بالألف والتاء ، وليس ممّا نحن فيه ، لأن دلالة كل واحد منهما على الجمع ليس بالألف والتاء وإنما هو بالصيغة ، فاندفع بهذا التقرير الاعتراض على المصنف بمثل «قضاة وأبيات» وعلم أنه لا حاجة إلى أن يقول : بألف وتاء مزيدتين ، فالباء في قوله «بتا» متعلقة بقوله : «جمع».
وحكم هذا الجمع أن يرفع بالضمة ، وينصب ويجرّ بالكسرة نحو : «جاءني هندات ، ورأيت هندات (١) ومررت بهندات» فنابت فيه الكسرة عن الفتحة. وزعم بعضهم أنه مبني في حالة النصب ، وهو فاسد ، إذ لا موجب لبنائه.
* * *
كذا أولات ، والّذي اسما قد جعل |
|
ـ كأذرعات ـ فيه ذا أيضا قبل |
أشار بقوله : «كذا أولات» إلى أنّ «أولات» تجري مجرى جمع المؤنث السالم في أنها تنصب بالكسرة ، وليست بجمع مؤنث سالم ، بل هي ملحقة به ، وذلك لأنها لا مفرد لها من لفظها.
ثم أشار بقوله : «والذي اسما قد جعل» إلى أنّ ما سمي به من هذا الجمع والملحق به نحو : «أذرعات» ينصب بالكسرة كما كان قبل التسمية به ، ولا يحذف منه التنوين ، نحو : هذه أذرعات ، ورأيت أذرعات ، ومررت بأذرعات» ، هذا هو المذهب الصحيح ، وفيه مذهبان آخران :
أحدهما : أن يرفع بالضمة وينصب ويجرّ بالكسرة ، ويزال منه التنوين نحو : «هذه أذرعات ، ورأيت أذرعات ومررت بأذرعات».
والثاني : أنه يرفع بالضمة وينصب ويجرّ بالفتحة ، ويحذف منه التنوين
__________________
(١) هندات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.