يحذف كل من المبتدأ والخبر إذا دلّ عليه دليل جوازا أو وجوبا ، فذكر في هذين البيتين الحذف جوازا ، فمثال حذف الخبر أن يقال : «من عندكما»؟ فتقول : «زيد» التقدير : «زيد عندنا» ، ومثله في رأي : «خرجت فإذا السّبع» التقدير : «فإذا السبع حاضر» (١). قال الشاعر :
٥٦ ـ نحن بما عندنا ، وأنت بما |
|
عندك راض ، والرأي مختلف (٢) |
التقدير : «نحن بما عندنا راضون».
ومثال حذف المبتدأ أن يقال : «كيف زيد»؟ فتقول : «صحيح» أي : «هو صحيح» ، وإن شئت صرّحت بكل واحد منهما فقلت : «زيد
__________________
(١) في رأي من يجعل «إذا» الفجائية حرفا ، ومنهم من جعلها ظرف زمان أو مكان متعلق بالخبر وما بعدها مبتدأ والتقدير في زمن خروجي أو في مكان خروجي السبع.
(٢) البيت لقيس بن الحطيم.
المعنى : تختلف بنا سبل الرأي ولكنّ كلّا منا يرضى بما يعتقده.
الإعراب : نحن : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، بما : الباء : حرف جر ، ما : اسم موصول في محل جر بالباء متعلق ب بمحذوف خبر ، والتقدير : نحن راضون بما عندنا ، عندنا : عند : ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صلة الموصول أي بما استقر عندنا ، ونا : ضمير في محل جر بالإضافة ، الواو : حرف عطف ، أنت : مبتدأ في محل رفع ، بما : جار ومجرور متعلق براض ، عندك : ظرف متعلق بمحذوف صلة والكاف في محل جر بالإضافة ، راض : خبر أنت مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين ، والرأي مختلف : الواو حالية ، وما بعدها مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب على الحال والتقدير نحن راضون وأنت راض حال كوننا مختلفي الرأي.
الشاهد فيه : قوله : «نحن بما عندنا» فقد حذف الخبر جوازا ، وسهل ذلك دلالة خبر المبتدأ الثاني عليه.