معه متى نصر الله. أي زلزلوا فقال الرسول كما نص عليه العكبريّ في إعراب
القرآن ، وهو معنى لا يرقى إلى معنى قراءة النصب كما هو واضح.
ولهذا كانت
قراءة النصب أوسع انتشارا ، فقد قرأ بها خمسة من أصحاب القراآت السبع المتواترة ،
وقرأ بالرفع اثنان منهم فقط هما نافع والكسائي.
ـ وأما العصمة
والاحتراز من الانزلاق إلى فساد المعنى بسبب التأثّر بالشائع من الأساليب فنمثل
لها بقوله تعالى في سورة (البقرة / ٤٧ و ١٢٢) (يا بَنِي إِسْرائِيلَ
اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى
الْعالَمِينَ).
فالله سبحانه
يذكّر بني إسرائيل بنعمه الكثيرة التي غمرهم بها في تاريخهم الماضي بوصفهم من
أوائل الأمم التي تلقت كتابا سماويا ، ويذكّرهم بأنه سبحانه في هاتيك العصور
فضّلهم على العالمين بالهداية والتكريم فنكصوا ونكثوا ونقضوا وأعرضوا وقتلوا
الأنبياء والمصلحين .. فالموقف هنا موقف تذكير لهم بتفضيلهم على العالمين في
الماضي. وهذا ما تبيّنه حركة فتح همزة (أنّ).
أي اذكروا
نعمتي عليكم وتفضيلي إياكم. فالحرف (أنّ) إذا كان مفتوح الهمزة يؤوّل مع ما بعده
بمصدر ، وهي القراءة الوحيدة لهذه الآية الكريمة ولم يقرأ أحد بكسر الهمزة البتة
كما أثبتت ذلك كتب القراآت ومعاجمها .
أما إذا قرأ
أحد بكسر همزة (إنّ) وهو خطأ لا يصح ارتكابه فإنه يغيّر المعنى تغييرا جذريا ليصبح
تفضيل بني إسرائيل على العالمين دائما مستمرا
__________________