قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

39/288
*

قال تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * ... فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ... ) .

ترك الشكر :

ثم أوضح الامام الكاظم عليه‌السلام أنّ سبب سلب النعمة منه هو بتركه الشكر ، إذن نستفيد من ذلك أن ترك الشكر لنعم الله عزّ وجل يؤدي إلى سلب النعم الإلهية على الإنسان كما أن شكر النعم يؤدي إلى زيادتها ، قال تعالى : ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) . في بعض الأخبار أنّ كثير من عذاب القبر ( البرزخ ) هو من تضييع النعم أي عدم شكرها .

مثلاً نعمة المال : إذا لم أشكرها تكون سبباً لزوالها ، وهذه يمكن تصوّرها في إخراج مثلاً نعمة المال : إذا لم أشكرها تكون سبباً لزوالها ، وهذه يمكن تصوّرها في إخراج الحقوق الشرعية ، فهو شكرٌ لها ، إعطاء السائل والمحروم هو شكر لنعمة المال ، التوسعة على العيال وللأهل شكر لنعمة المال . كان إمامنا موسى بن جعفر عليه‌السلام يضرب فيه المثل في السخاء والكرم والعطاء وكان يعول خمسمائه بيت في المدينة وكان يعمل بالمسحاة فشكر الامام نعمة المال كان يصل رحمه بأمواله وهذه أمثلة واضحة لعدم تضييع نعمة المال . وهكذا شكر نعمة العافية ، العافية من النعم المجهولة والمكفورة في الحديث نعمتان مكفورتان ( مجهولتان ) الصحة والأمان . فشكر هذه النعمة في طاعة الله عزّ وجل ، وتضييعها هو استخدامها في المعصية أو لشيء ينبغي أن تصرف فيه في الدعاء « اللهمّ ارزقني صحة في عبادة » ، امامنا موسى بن جعفر عليهما‌السلام في السجن أي في حالة الابتلاء والمحنة لكنه ضاعف عبادته وشكر الله عزّ وجل ، فيما ينقل في كتب التأريخ انه سُمِعَ منه في السجن وهو يقول : « اللهم طالما سألتك أن تفرّغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد ولك الشكر » .