هـ ـ بكاء الامام باقر عليهالسلام على أبيه لما رآه بهذه الحالة « اصفر لونه من السهر ، ورمضت عيناه من البكاء ودبرت جبهته ، وانخرم انفه من السجود وقد ورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة فقال أبو جعفر فلم أملك حين رأيته بتلك الحالة البكاء فبكيت رحمةً له » .
اعتراف الناس في زمانه بعبادته وورعه وزهده :
١ ـ سعيد بن المسيب روى ( ان رجلاً قال لسعيد بن المسيب ما رأيت أحداً أورع من فلان قال سعيد هل رأيت علي بن الحسين قال لا قال سعيد ما رأيت أحد أورع منه ) (١) .
٢ ـ الزهري « ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين » (٢) .
أ ـ استنتاج : ان عبادة الامام بالكيفية والكمية التي كانت بها أثمرت وساهمت في تركيز زعامة الامام في الأُمة وتثبيت امامته وقدسيتها عند شيعته .
ب ـ من الفوائد التي ترتب على ظاهرة التعبد اطمئنان السلطة وأجهزتها من الامام واعتباره رجلاً منشغلاً عن التفكير بالامارة والخلافة بل هو مشغول بنفسه وعبادة .
مثال : الزهري يقول لعبد الملك لما أراد قتل الامام « ليس علي بن الحسين حيث تظن انه مشغولٌ بنفسه وقول الامام عليهالسلام لعبد الملك : لولا ان لأهلي عليّ حقاً ولسائر الناس من خاصتهم وعامتهم عليّ حقوقاً لا يسعني إلّا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أودّيها إليهم لرميت بطرفي إلى السماء وبقلبي إلى الله ثم لم
______________________
(١) كشف الغمة .
(٢) ٤٦ : ٥ ـ ٣٥ .