عصيتني إذ أمرتك ؟ » فتبسم الامام في وجهه وقال له برفق ولطف : « إنها لمثوبة ، وما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه » (١) .
٢ ـ زهده : ومن أخلاق الامام الرضا عليهالسلام الزهد في الدنيا والاعراض عن مباهجها وزينتها ، وقد تحدث عن زهده محمد بن عباد ، قال : « كان جلوس الرضا على حصيرة في الصيف ، وعلى مسح في الشتاء ولباسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز إلى الناس تزيا بما يرغبون » (٢) .
٣ ـ سخاؤه : لم يكن شيء في الدنيا أحبّ إلى الإمام الرضا عليهالسلام من الإحسان إلى الناس والبر بالفقراء ومن مظاهر جوده وإحسانه ما يلي :
أ ـ أنفق جميع ما عنده يوم عرفة فانكر عليه الفضل بن سهل وقال له إنّ هذا لمغرم فأجابه الامام بل هو المغنم لا تعدنّ مغرماً ما ابتغيت ( ما اتبعت ) به أجراً وكرماً .
ب ـ إطعامه الطعام للمساكين : وكان عليهالسلام إذا جلس على المائدة يستدعي بصحفة فيعمد بيده الشريفة إلى أجود شيء وضع على المائدة فيأخذه ويضعه في تلك الصحفة ثم يأمر بها إلى الفقراء والمساكين ويتلو هذه الآية : ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) ثم يقول علم الله إن ليس كل إنسان يستطيع ان يعتق رقبة فجعل الله لهم السبيل إلى الجنة بإطعام الطعام (٣) .
ج ـ قضاء حوائج الناس : قال اليسع بن حمزة : إنّ رجلاً قال للرضا عليهالسلام السلام عليك يا ابن رسول الله ، أنا رجل من محبيك ومحبيّ آباءك ، مصدري من الحج
______________________
(١) حياة الامام الرضا عليهالسلام ( للقرشي ) : ٣٢ .
(٢) وفاة الإمام الرضا ( للمقرم ) : ٢٠ ، نقلاً عن كشف الغمة .
(٣) الأنوار البهية ( للشيخ عباس القمي ) .