كان ما علمت صوّاماً قوّاماً (١).
ولقد يزداد هذا الحب ـ أي حبّ أبيها لها ـ ويزداد حنانه عليها وتملأ قلبه بالعطف والرعاية عليها ، وتبادله فاطمه عليها السلام هذا الحب ، وتحنو عليه صلى الله عليه واله حنو الاُمّهات علىٰ أبنائهن ، وترعاه رعاية الوالدات لصغارهن ، ومن هنا سماّها ب ـ «أمّ أبيها» (٢).
إنّه النموذج القدوة من العلاقة الأبويّة الطاهرة التي تساهم في بناء شخصيّة الأبناء ، وتوجه سلوكهم وحياتهم ، وتملأ نفوسهم بالحبّ والحنان.
لقد كانت هذه العلاقة هي المثل الأعلىٰ في رعاية الإسلام للفتاة والعناية بها وتحديد مكانتها.
هذه هي فاطمة اُمّها خديجة وأبوها محمّد رسول الله صلى الله عليه واله ففي أجواء هذا البيت ولدت فاطمة وتحت هذه الظلال عاشت وترعرعت ، وفي هذه الرعاية نشأت وتربّت. وكان طبيعيّاً أن تؤثر
__________________
١ ـ سنن الترمذي : ج ٥ ، ص ٦٥٨ ، ح ٣٨٧٤ ، اسد الغابة : ج ٦ ، ص ٢٢٦ ، المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ، ص ١٥٥ والمعجم الكبير : ج ٢٢ ، ص ٤٠٣ ، ح ١٠٠٧ و ١٠٠٨ و ١٠٠٩ وفي الإستيعاب : ج ٤ ، ص ١٨٩٧ ، قال : كان أحبّ النساء إلىٰ رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة عليها السلام ، ومن الرجال علي بن أبي طالب عليه السلام.
٢ ـ الإستيعاب : ج ٤ ، ص ١٨٩٩ ، واسد الغابة : ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، باب ٧١٧٥.