قولها عليها السلام : «لمّا نزلت على النبي صلى الله عليه واله «لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا». قالت فاطمة : «فتهّيبت النبي صلى الله عليه واله أن أقول له : يا أبة! فجعلت أقول له : يا رسول الله!».
أخرجه القمي في تفسيره عن الإمام الباقر عليه السلام في ذيل هذه الآية ، قال : لا تقولوا : يا محمّد ولا يا أباالقاسم ولكن قولوا يا نبيّ الله ، ويا رسول الله (١).
ومن هنا هابت فاطمة بأن تقول : يأ أبة ، فأخذت تخاطب أباها ب ـ «يا رسول الله» ، فأجابها وقال لها :
«يا بنيّة لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل». وأهل بيتها : هم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
«أنت منّي وأنا منك» حبّذا خطاب من أب كريم ورحيم ورؤوف إلى فلذّة كبده وقرّة عينه وحبيبته فاطمة الحنونة ، ولقد يظهر من الأحاديث بعدم اختصاص هذا الخطاب بها عليها السلام فحسب ، بل قال صلى الله عليه واله : في موارد متعدّدة حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسينا (٢).
__________________
١ ـ تفسير علي بن ابراهيم القمي : ج ٢ ، ص ١١٠.
٢ ـ سنن إبن ماجة : ج ١ ، ص ٥١ ، ح ١٤٤ ، سنن الترمذي : ج ٥ ، ص ٦١٧ ، ح ٣٧٧٥ ، والمستدرك على الصحيحين : ج ٣ ، ص ١٧٧.