الثاني : ما يدرك بالبصيرة كفتح الهم ، وهو إزالة الغم ، وذلك ضربان.
أحدهما : في الأمور الدنيويّة كغمّ يفرج ، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه ، قال الله سبحانه وتعالى : (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ) (١) أي وسعنا ، وكقوله : «لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» (٢) أي أقبل عليهم الخيرات.
الثاني : فتح المستغلق من العلوم نحو قولك : فلان فتح من العلم باباً مغلقاً ، كقوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) (٣) قيل : عني فتح مكة ، وقيل : بل عني ما فتح عليه من العلوم والهدايا التي هي ذريعة إلى الثواب والمقامات المحمودة التي صارت سبباً لغفران ذنوبه (٤).
و «أبواب» الأبواب : جمع الباب وهو ، مدخل الشيىء وأصل ذلك مداخل الأبنية ، كباب المدينة والدار ، ثم تجوز فيه فاستعمل في كلّ ممّا يتوصّل به إلى الشيىء ، ومنه «أنا مدينة العلم وعلي بابها» (٥) أي به يتوصل إليه.
وأبواب رحتمك أي الأسباب التي يتوصّل بها إليها.
__________________
١ ـ الأنعام : ٤٤.
٢ ـ الأعراف : ٩٦.
٣ ـ الفتح : ١.
٤ ـ المفردات : ص ٣٧.
٥ ـ الجامع الصغير : ج ١ ، ص ١٠٨ ، وعوالي الئالي : ج ٤ ، ص ١٢٣.