بهم ، مع اتهامهم بالتوغل الدائب فى البغى والعدوان ؛ فمن شأنهم هذا التوغل لا يستغيث بهم أحد.
* * *
(ح) ما يختص بالمستغاث له :
١ ـ يجب تأخيره عن المستغاث.
٢ ـ ويجب جره بلام أصلية مكسورة دائما. ـ كالأمثلة السابقة ـ إلا فى حالة واحدة ؛ هى : أن يكون المستغاث له ضميرا لغير ياء المتكلم فتفتح لام الجر (١) ؛ نحو : يا للناصح لنا ، ويا للمخلص لكم ... بخلاف : يا للرائد لى ؛ لأن الضمير ياء المتكلم.
وفى جميع الصور تتعلّق اللام ومجرورها بحرف النداء «يا».
٣ ـ يجوز حذفه إن كان معلوما واللّبس مأمونا ؛ كقول الشاعر :
فهل من خالد إمّا (٢) هلكنا |
|
وهل بالموت يا للناس عار |
والأصل : يا للناس للشّامتين ، أو نحو ذلك. وقول الآخر :
يا لقومى ... من للعلا والمساعى؟ |
|
يا لقومى ... من للنّدى والسّماح؟ |
٤ ـ يجوز ـ عند قيام قرينة ـ الاستغناء عن هذه اللام ، والإتيان بكلمة : من» التعليلية (٣) عوضا عنها ؛ بشرط أن يكون المستغاث له مستنصرا عليه ، (أى : أن يكون القصد من الاستغاثة التغلب عليه ، وإضعاف أمره ...) نحو : يا للأحرار من الخادعين المنافقين ، وقول الشاعر :
يا للرجال ذوى الألباب من نفر |
|
لا يبرح السّفه المردى (٤) لهم دينا |
__________________
(١) لوجوب فتحها دائما إذا دخلت على ضمير غير ياء المتكلم ؛ سواء أكان ما بعدها مستغاثا أم غير مستغاث.
(٢) هى : «إن» الشرطية المدغمة فى : «ما» الزائدة.
(٣) أى : السببية. (وهى الدالة على التعليل ، وبيان السبب) وإنما يصح وقوع «من» التعليلية بعد «يالى» بشرط أن يكون ما بعدها غير مستغاث به ؛ كقول الشاعر :
فيا شوق ما أبقى! ويالى من النوى! |
|
ويا دمع ما أجرى! ويا قلب ما أقسى! |
(٤) المهلك.