فإن حذفت لام الجر بغير تعويض كان حكم المستغاث حكم غيره من أنواع المنادى التى ليست للاستغاثة ، كقول الشاعر :
ألا يا قوم للعجب العجيب |
|
وللغفلات تعرض للأريب |
فيصح فى كلمة : «قوم» أن تكون منادى منصوبا ؛ لإضافته إلى ياء المتكلم المحذوفة ، وبقيت الكسرة المناسبة لها دليلا عليها. (ولا بد من قرينة تدل على أن النداء للاستغاثة). ويصح أن تكون مبنية على الضم (باعتبارها نكرة مقصودة) فى محل نصب.
وأما إذا حذفت «يا» أو كان حرف النداء حرفا آخر غيرها ، فإن الجملة لا تكون من باب : الاستغاثة ـ كما تقدم (١) ـ.
٣ ـ كل ما يصلح أن يكون منادى يصلح أن يكون مستغاثا ؛ غير أنه يجوز ـ هنا ـ الجمع بين «يا» و «أل» التى فى صدر المستغاث ، بشرط أن يكون مجرورا باللام المذكورة ، لتفصل بينهما ؛ كما فى الأمثلة المتقدمة. فإن لم يتحقق الشرط لم يصح الجمع(٢).
٤ ـ قد يحذف المستغاث ، ويقع المستغاث له بعد «يا» فى موضعين.
أحدهما : أسلوب مسموع يلتزم فيه الحذف ـ على الرأى الصحيح ـ وهو «يا لى» ، بشرط أن يكون مقتصرا على هذه الجملة المشتملة على «يا» وعلى «المستغاث له» وحده ، الخالية مما يصلح أن يكون «مستغاثا به» ؛ نحو : عرفت الأحمق فاكتويت بحمقه ؛ فيالى. وصاحبت العاقل فأمنت أداه ؛ فيالى ؛ ما أنفع العقل الرجيح. والأصل ـ مثلا ـ يا للأنصار لى ، ويا للأخوان لى.
ثانيهما : أسلوب قياسىّ ـ وهو قليل مع قياسيته وجوازه ـ ويشمل كل أسلوب يكون اللبس مأمونا فيه عند الحذف ؛ كقول الشاعر :
يا ... لأناس أبوا إلّا مثابرة |
|
على التّوغّل فى بغى وعدوان |
والأصل : ـ مثلا ـ يا لأنصارى لأناس أبوا ... «فالأناس» هم المستغاث لهم. ولا لبس فى هذا ؛ لأن ضبط اللام بالكسر ـ نطقا وكتابة ـ يمنعه ، وإذا لم تضبط فالمعنى يمنعه أيضا ؛ إذا لا يعقل أن يكون الأناس مستغاثا
__________________
(١) فى «ا» من ص ٧٦.
(٢) سبقت الإشارة لهذا ، فى ص ، ٣٧ الحالة الثالثة.