المسألة ٩٣ :
الإضافة (١)
تقسيمها :
تنقسم قسمين ؛ محضة ، (وتسمى : معنوية ، أو حقيقية) وغير محضة ،
__________________
(١) فيما يلى إيضاح لمدلولها النحوى الدقيق ، ولبعض المصطلحات الهامة التى تتصل بها :
١ ـ فى جملة مثل : «الوالد منصف» ، أو : «أنصف الوالد» يكون المراد هو : الحكم على الوالد بالإنصاف. أى : إسناد الإنصاف إليه. وإن شئت فقل : نسبة الإنصاف إليه.
وفى جملة أخرى مثل : «الصفح حسن» أو : «يحسن الصفح» يكون المراد أيضا هو : الحكم على الصفح بالحسن ، أى : إسناد الحسن إليه ، أو : نسبته له. وكذلك لو قلنا : «الحقود غير مستريح» أو : «الحقود لا يستريح» ، فإن المراد هو : الحكم بعدم الراحة على الحقود ، أى : إسناد عدم الراحة إليه ، أو : نسبة عدم الراحة له ، ونفيها عنه. وهكذا الشأن فى كل جملة اسمية أو فعلية ، مثبتة ، أو منفية ؛ فالمراد من الجملة لا بد أن يكون هو : «الحكم» ، أى : «الإسناد» ، أى : «النسبة». وهذه الألفاظ الثلاثة متحدة فى مدلولها الذى هو : (المعنى المفهوم من الجملة ؛ إثباتا أو نفيا). ويعبر عنه النحاة بأنه : (الربط المعنوى بين طرفى الجملة ربطا يقتضى أن يقع على أحدهما معنى الآخر ، أو ينفى عنه).
ويجرى على ألسنتهم كثيرا ذكر : «النسبة الأساسية» أو : «النسبة الكلية» ؛ يريدون بها ذلك المعنى ، أو : الربط المعنوى الذى لا يمكن أن تخلو منه جملة مستقلة بمعناها ـ كالجملة غير الشرطية ـ ، ولا أن تسمى جملة إلا به. وقد يختصرون فيقولون : «النسبة». دون وصفها بصفة «الأساسية» أو ب «الكلية» ؛ لاصطلاحهم على أنها المقصودة عند الإطلاق ؛ أى : عند حذف الوصف والتحديد.
ب ـ على ضوء ما سبق نفهم أن المراد الأصيل من الجملة الحقيقية المستقلة هو : «النسبة الأساسية» أو : «الكلية».
لكن الملحوظ عند سماع جملة مثل : «أقبل ضيف» أن تتعدد الاحتمالات الذهنية فى أمر هذا الضيف : ما اسمه؟ ما بلده؟ ما صلته بنا؟ ما غرضه؟ ما شأنه؟ ... و ... و ... كل هذا وأكثر منه لا يفهم من هذه الجملة وحدها ، ولا تدل عليه النسبة الأصلية فيها. ومن ثمّ كانت الجملة فى حاجة إلى زيادة لفظية تؤدى إلى زيادة معنوية ؛ كأن نقول : أقبل ضيف عظيم ؛ فننسب العظمة للضيف. فهذه نسبة أيضا ، ولكنها نسبة جزئية أو فرعية ، ليست أصيلة كالسابقة ؛ إذ لا يتوقف ـ فى الغالب ـ