على الاستغاثة كما كان (١) ولكنه لا يعتبر فى هذه الصورة ملحقا بالمنادى المضاف ؛ (بالرغم من وجود الألف التى هى عوض عن اللام) ، وإنما هو مبنى على الضم المقدر (٢) فى ، محل نصب ؛ لأن اعتباره ملحقا بالمضاف واجب النصب متوقف على وجود اللام نفسها ، لا على وجود عوض عنها بعد حذفها (٣).
ومن الأمثلة : يا عالما للجاهل. وقول الشاعر :
يا يزيدا لآمل نيل عزّ |
|
وغنى بعد فاقة وهوان |
فعند إعراب المنادى فى المثالين المذكورين : (عالما ... يزيدا ...) يقال : منادى ، مبنى على ضم مقدر على آخره (منع من ظهوره الفتحة التى جاءت لمناسبة الألف ،) فى محل نصب (٤) ويجرى على توابعه ـ فى الرأى الأصح ـ ما يجرى على توابع المنادى المبنى على الضم (٥) من أحكام إعرابية مختلفة ؛ ومنها : جواز الرفع والنصب فى بعض الحالات ؛ فالرفع مراعاة شكلية للفظ المنادى ، والنصب مراعاة لمحله. ولا يصح مراعاة الفتحة الطارئة لمناسبة الألف (٦).
وإذا وقف على المستغاث المختوم بالألف فالأحسن مجىء هاء السكت الساكنة نحو يا عالماه ... وتحذف عند الوصل.
__________________
(١) بشرط وجود قرينة تدل على الاستغاثة ، وعلى أن هذه الألف للعوض وحده ، وليست منقلبة عن ياء المتكلم التى سبق اللام عليها فى ص ٥٧ ، ولا عن غيرها ...
(٢) بسبب الفتحة الطارئة لمناسبة الألف.
(٣) يقول ابن مالك :
ولام ما استغيث عاقبت ألف |
|
ومثله اسم ذو تعجّب ألف |
(أى : عاقبتها ألف ، بمعنى : جاءت عقبها ، وحلت فى مكانها بعد حذفها) وبين لهذا التعاقب موضعين ؛ هما : ما استغيث به (أى : المستغاث) والاسم المتعجب منه فى أسلوب التعجب الآتى ، ص : ٨٤.
(٤) فإن كان المستغاث مثنى أو جمع مذكر سالما وحذفت قبلهما لام الجر فإنهما يبنيان على ما يرفعان به من ألف أو واو. ويصح مجىء الألف بعد نونهما للتعويض ، فيقال : يا محمودانا ـ ويا محمودونا. وإذا كان المستغاث المجرور باللام مضافا ؛ مثل : يا لأعوان محمود لمحمود ـ جاز حذف ـ اللام من المضاف وزيادة الألف فى آخر المضاف إليه ؛ عوضا عنها ؛ فيقال : يا أعوان محموداه ، فالمضاف منادى منصوب مباشرة ، والمضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها الفتحة التى جاءت لمناسبة الألف ، (وهى فتحة طارئة لا تلاحظ فى التوابع ولا غيرها) والهاء للسكت. ـ طبقا لما سيجىء مباشرة ـ
(٥) سبق بيان أحكامها فى ص ٣٩.
(٦) راجع رقم ١ من هامش ص ٤١ ، ثم ص ٤٤.