فى أصله قبل النداء ، وأن تكون لام الجر مذكورة ، وقبلها : «يا» مذكورة أيضا. أما إن كان المستغاث مبنيّا فى أصله ؛ نحو : يا لهذا للصائح ... فالواجب إبقاؤه على حالة بنائه الأصلى ، ويكون فى محل نصب. فكلمة : «هذا» فى المثال السالف منادى ، مبنى على ضم مقدر ، منع من ظهوره سكون البناء الأصلى ، فى محل نصب (١).
وأما إن كانت اللام محذوفة فيجوز أن تجىء ألف فى آخر المستغاث ؛ عوضا عنها ، ولا يصح الجمع بين اللام والألف. ومع وجود هذه الألف يبقى المنادى دالا
__________________
(١) الرأى الأقوى ـ بين آراء متعددة ـ أن المستغاث المجرور باللام الأصلية ، المعرب قبل النداء ـ معرب مجرور باللام فى محل نصب. وأن حرف الجر أصلى ، وهو مع مجروره متعلقان بحرف النداء «يا» لنيابته عن الفعل : أدعو ، أو ما يشبهه ـ كما عرفنا أول الباب ، فى د وه من ص ٦ و ٧ ـ لكن كيف يكون معربا مع أن له محلا ؛ والإعراب المحلى لا يكون للمعرب الأصيل ـ فى الصحيح ـ؟ وإذا صح أن له محلا فما محله؟ أهو الجر باللام ، أم النصب بالنداء ؛ إذ لا يمكن أن يكون له محلان؟ ولا يفيد فى إزالة الاعتراض اعتبار اللام حرف جر زائد لا يحتاج مع مجروره إلى تعليق ؛ لأن هذا الاعتبار لا قيمة له فى بعض الحالات ؛ كأن يكون المستغاث المجرور باللام مبنيا فى أصله قبل النداء ؛ (مثل : يا لهذا للصائح ـ أو : يا لك للداعى ...) إذ المنادى هنا مبنى أصالة قبل النداء ؛ فيتعين أن يقال فى إعرابه إنه مبنى على ضم مقدر. منع من ظهوره علامة البناء الأصلى ، وأنه فى محل كذا؟ فما محله هنا؟ أهو الجر ، أم النصب؟ ولا يمكن أن يكون له محلان. وإذا تخيرنا أحدهما هنا وهناك فما وجه الترجيح؟ .. و .. و ...
وبالرغم من هذا التعارض لا مفر من الأخذ بأحد رأيين :
ا ـ إما الرأى السمح الذى يعرب المستغاث المجرور باللام الأصلية الذى ليس مبنيا قبل النداء ـ منادى مجرور باللام فى محل نصب ـ برغم أنه معرب ، والمعرب لا يكون له محل ـ وأن المبنى أصالة مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها سكون البناء الأصلى ، أو علامة البناء الأصلى ـ إن كانت علامته غير السكون ـ فى محل نصب أيضا. ولا يخلو هذا الرأى بشطريه من ضعف ؛ بسبب مخالفته بعض قواعدهم العامة ، ولكنه أهون مخالفة من غيره.
ب ـ وإما الرأى الذى يعتبر اللام حرف جر زائد ، وما بعدها مجزور فى اللفظ ، وله محل إعرابى آخر ، وهما لا يتعلقان. فالمستغاث المعرب أصالة مجرور بها لفظا فى محل نصب ، وهى مبنية على الفتح إلا فى الصورتين السالفتين (وهما : المستغاث المعطوف الذى لم تسبقه «يا» والمستغاث ياء المتكلم فتبنى على الكسر) والمستغاث المبنى أصالة ـ أى قبل النداء ، ـ كاسم الإشارة ؛ مثل : يا لهذا ـ. يكون مجرورا بكسرة مقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلى ـ فى محل نصب. فزيادة «اللام» ـ لا أصالتها ـ هى التى توجب للمنادى إعرابا لفظيا ، وآخر محليا معا. أما أصالتها فتقتضى اللفظى وحده ، فاذا اقتضت معه محلا كان هذا الاقتضاء عيبا.