ما يجوز فيه عند النسب رد لامه المحذوفة وعدم ردها :
بان مما سبق وجوب رد اللام المحذوفة إلى الاسم عند النسب بشرط أن تكون عينه معتلة ، أو أن تكون لامه مما يرجع فى تثنية أو جمع مؤنث سالم.
فإن لم يتحقق الشرط جاز الرد وعدمه ، ففى مثل : يد (١) ودم (٢) ، وشفة (٣) يقال عند النسب : يدىّ أو يدوىّ ـ دمىّ أو دموىّ ـ شفىّ ، أو شفهىّ ويصح : شفوى ... وقد حذفت اللام فى : يد ، ودم بغير تعويض. أما فى شفة فقد زيدت تاء التأنيث عوضا عن الهاء المحذوفة.
وإذا حذفت اللام وعوّض عنها همزة الوصل جاز عند النسب الرد أو عدمه دون الجمع بين اللام المحذوفة وهمزة الوصل ؛ منعا للجمع بين العوض والمعوض عنه. ففى مثل : (ابن واسم) يقال : (ابنىّ أو بنوىّ ، واسمىّ ، أو سموىّ) (٤) ولا يصح أن يقال : ابنوىّ واسموىّ ...
__________________
ـ فى جمعى التّصحيح ، أو فى التّثنيه |
|
وحقّ مجبور بهذى توفيه ـ ٢٠ |
وبأخ أختا ، وبابن بنتا |
|
ألحق. ويونس أبى حذف التّا ـ ٢١ |
يقول : اجبر برد اللام ما حذف منه اللام جبرا جائزا ، إلا إذا كان رد اللام لازما فى التثنية أو جمع التصحيح لمذكر أو لمؤنث ، ففى هذه الحالة يستحق المجبور ـ وهو الاسم المحذوف اللام ـ التوفية وجوبا بإرجاع لامه إليه. ثم قال : ألحق أختا بأخ فى رد اللام المحذوفة ، وكذلك ألحق بنتا بابن فى ردها من غير إبقاء التاء فيهما. على غير مذهب يونس ومن معه فإنه يبقيها. وقد شرحنا الرأيين ...
(١) أصل : «يد» هو : يدى ـ بسكون الدال ـ حذفت اللام بغير تعويض ؛ تخفيفا ، وتحركت الدال الساكنة. والنسب إليها هو : يدىّ ، بغير رد اللام ، أو : يدوىّ ، بردها ، وقلبها واوا قبلها الفتحة الطارئة لأجلها ، لأن ما قبلها يفتح عملا برأى سيبويه ، أو قبلها السكون السابق ؛ عملا برأى غيره. ورأى سيبويه هو الأرجح ـ كما عرفنا ـ فى هامشى ص ٦٧٥ و ٦٧٧.
(٢) أصل : «دم» ، هو : دمو ـ بسكون الميم فى الأصح ـ حذفت الواو ، تخفيفا بغير تعويض ، وتحركت الميم الساكنة ، وعند النسب يقال : دمىّ ، بغير رد ، أو : دموىّ بالرد مع فتح ما قبل الواو لأن ما قبلها يفتح لها ـ كما سبق ـ أو إرجاعه إلى سكونه الأصلى كما سبق فى يد.
(٣) أصل : شفة ، هو : شفه (بسكون الفاء ، وبالهاء ، بدليل ظهور الهاء فى الجمع : شفاه) حذفت الهاء تخفيفا ، وعوض عنها تاء التأنيث مع فتح ما قبلها ؛ فصارت شفة. فعند النسب يقال : شفىّ ، بغير رد الهاء ، أو شفهىّ بردها مع بقاء الفاء قبلها على فتحتها العارضة أو إرجاعها إلى سكونها الأول ومن يرى أن اللام المحذوفة واو ، وليست هاء يجيز فى النسب : شفىّ وشفوى ، ولكن الشائع بين اللغويين أن اللام المحذوفة هاء.
(٤) الكثير المسموع ضم السين أو كسرها. أما الميم فمفتوحة على رأى سيبويه ؛ لأن الفتحة طارئة على الثانى للنسب فتبقى ـ كما عرفنا ـ.