بسكون الواو ـ حذفت لام الكلمة (الهاء) للتخفيف ، فصارت الكلمة : شوة ـ بسكون الواو ـ ثم تحركت الواو بالفتحة (١) ، فصارت : شوة ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها ، فانقلبت ألفا ، وصارت الكلمة ، شاة ، والنسب إليها فى الرأى الأرجح هو : شاهىّ (٢).
__________________
(١) لوجوب فتح ما قبل تاء التأنيث فى كل الحالات ، على الوجه الذى سبق فى ص ٦٣٨.
(٢) وهذا رأى سيبويه ، وقد سبق بيانه فى رقم ٤ من هامش ص ٦٧٥ ؛ ومنه يعلم أنه يستبقى ـ عند النسب ـ حروف الكلمة على ضبطها الطارئ عليها ، بسبب حذف بعض أصولها ، ولا يرجع الحروف إلى ضبطها الأول الأصيل إذا رجع المحذوف الذى كان سببا فى تغيير حركات بعض الأحرف تغييرا طارئا. وعلى هذا تبقى فتحة «شوة» ـ وهى فتحة طارئة ـ ويبقى ما ترتب على وجودها ، وهو قلب الواو ألفا. وعند النسب ترجع الهاء المحذوفة التى هى لام الكلمة ، وتحذف تاء التأنيث لتحل محلها ياء النسب ، فيقال : «شاهى».
أما من يخالف سيبويه ويوجب إرجاع العين وغيرها من الحروف إلى ضبطها السابق الأصيل الذى كان قبل حذف أحد أصول الكلمة ، فيقول : «شوهى» ـ بفتح فسكون ـ ذلك أن أصل الكلمة هو : شوهة. بسكون الواو قبل حذف اللام التى هى : «الهاء» ، والتى أدى حذفها إلى تحريك الواو بالفتحة ؛ إذ صارت «قبل تاء التأنيث» مباشرة. فعند رجوع اللام المحذوفة ـ وهى الهاء ـ ترجع الواو إلى ضبطها الأول وهو السكون ويمتنع قلبها ألفا ؛ لعدم تحركها ويصير النسب كما سبق : «شوهىّ».
وفى هذا الموضع من مواضع النسب إلى محذوف اللام معتل العين يصرح النحاة بأن النسب إلى : «ذو» و : «ذات» هو : «ذووىّ» فيهما ؛ لأن لامهما محذوفة ، وعينهما معتلة ويقولون إن أصلهما : «ذوى» ويعددون أنواعا معقدة من الفروض والخيالات يجر بعضها بعضا ؛ كى يصلوا من ورائها إلى إثبات هذا الأصل. وقد كدوا ، وداروا حتى انتهوا إلى ما أرادوا ، وهو غير ما يريده الواقع ، والرأى السديد. ومن شاء أن يرى بعض الفروض المرهقة فليرجع إلى كتاب سيبويه وشراحه (ج ٢ ص ٨٠ ، ٨١ وما بعدهما فى الباب الذى عنوانه : «ما لا يجوز فيه من بنات الحرفين إلا الرد» ، والباب الذى عنوانه : «الإضافة إلى ما فيه الزوائد من بنات الحرفين». وهو يريد «بالإضافة» : النسب ـ كما أشرنا من قبل فى رقم ٢ من هامش ص ٦٥٨ ، ويكرر هذا). وفى التصريح وحاشيته ، وحاشية الصبان سلسلة متشابكة من تلك الخيالات. وكان الخير فى ترك ذلك كله ، والاقتصار على أن النسب إلى : ذو ، وذات ، هو : ذووىّ ؛ مراعاة للمسموع.
على أنه قد جاء فى حاشية : «القطر» عند الكلام على معنى : «ذات» ما يأتى : (لها ثلاث استعمالات : الإشارة بها ، وبمعنى : صاحبة ، وبمعنى : التى. وبقى لها استعمال رابع. وهو جعلها اسما مستقلا ؛ نحو : ذات الشىء : بمعنى : حقيقته وماهيته. وقد صار استعمالها بمعنى نفس الشىء عرفا مشهورا ؛ حتى قال الناس ذات متميزة ، وذات محدثة ، ونسبوا إليها على لفظها من غير تغيير. والله يقول : «والله عليم بذات الصدور» أى : ببواطنها وخفياتها. فالكلمة عربية ، ولا التفات ـ