ثانيهما : أن
تلك الأحكام مقصورة على النوع السالف من المنادى المضاف إضافة محضة ، بشرط أن يكون
مضافا للياء مباشرة ؛ كما تقدم . فإن كان ـ هو ـ أو غيره من سائر أنواع المنادى ـ مضافا
إلى مضاف إلى ياء المتكلم وجب إثبات الياء وبناؤها على السكون ، أو على الفتح ... كقولهم : يا طالب إنصافى ، لا أعلم لك منصفا إلا
عملك ؛ إذا أحسنته جمّلك ، وإذا أتقنته كمّلك ، وقول الشاعر :
يا لهف نفسى
إن كانت أموركمو
|
|
شتّى ، وأحكم
أمر الناس فاجتمعا
|
فيجوز الاختيار
: (إنصافى ، أو : انصافى ـ نفسى ، أو نفسى ؛ بإسكان الياء أو فتحها.)
ويستثنى من هذا
الحكم أن يكون المنادى المضاف إلى مضاف لياء المتكلم هو لفظ : (ابن أمّ ، أو : ابن
عمّ ، أو : ابنة أمّ ، أو ابنة عمّ ، أو بنت أمّ ، أو بنت عمّ ـ) فالأفصح فى هذه الصور حذف ياء المتكلم مع ترك الكسرة قبلها
دليلا عليها ؛ (نحو : يابن أمّ كن على الخير معوانا لى ، ويابن عمّ لا تقعد عن
مناصرتى بالحق ـ يا بنة أمّ ... يا بنة عمّ ... يا بنت أمّ ... يا بنت عمّ ...)
فالمنادى معرب منصوب ، والمضاف إليه الأول مجرور بالكسرة الظاهرة قبل الياء
المحذوفة.
ويجوز فى
الألفاظ السالفة حذف الياء بعد قلبها ألفا ، وقلب الكسرة قبلها فتحة ؛ فتقول : (يابن
أمّ ... يابن عمّ ... يا بنة أمّ ... يا بنة عمّ ... يا بنت أمّ ... يا بنت عمّ ...)
قلبت ياء المتكلم ألفا بعد قلب الكسرة التى قبلها فتحة ، ثم حذفت ياء المتكلم ،
وبقيت الفتحة قبلها دليلا عليها. فيقال
__________________