أيا أبتى (١) ، لا زلت فينا ، فإنما |
|
لنا أمل فى العيش ما دمت عائشا |
وقول الآخر :
كأنك فينا يا أبات (٢) غريب (٣) ...
هذا ، ولا تكون تاء التأنيث عوضا عن ياء المتكلم إلا فى أسلوب النداء على الوجه السالف ، دون غيره من الأساليب. ووجودها فى آخر كلمتى : «أب ، وأم» يحتم استعمال كل واحدة منهما منادى ، ويمنع استعمالها فى غيره (٤) ...
ونشير إلى أمرين هامين :
أولهما : أن الأحكام السابقة كلها مقصورة على المنادى صحيح الآخر ، وشبهه إذا كانت إضافتهما محضة ـ كما أسلفنا (٥) ـ فإن كانت غير محضة فالمنادى واجب النصب بفتحة مقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها الكسرة التى لمناسبة الياء. وهذه الياء ثابتة دائما ومبنية على السكون أو الفتح ؛ كقولهم : يا رائدى للهدى وقّيت الردى ، ويا مرشدى للخير صانك الله من الزلل. فالمنادى (ـ رائد ، ومرشد ـ) منصوب وجوبا بفتحة مقدّرة ، والياء معهما مبنية على السكون أو على الفتح ، ولا يصح حذفها. ولا بد معها أن يكون المنادى المضاف مفردا (٦).
__________________
(١) والأيسر فى الإعراب أن تكون كلمة : «أب» منادى منصوب مضاف والتاء عوض عن الباء المحذوفة. أما المذكورة فحرف هجائى ناشىء من بناء التاء على الكسرة مع إشباع هذه الكسرة. أو : أن التاء للتأنيث اللفظى ، والياء بعدها مضاف إليه ، وقد فصلت التاء بين المتضايفين.
(٢) ويقال فى الإعراب : «أب» منادى ، منصوب ، مضاف إلى ياء المتكلم المنقلبة ألفا ، والتاء حرف للتأنيث اللفظى ، يضبط بالفتحة ، أو الكسرة ، أو الضمة ـ كما سلف.
(٣) وإلى بعض ما سبق ـ فى نداء «أب» و «أم» ـ يقول ابن مالك باختصار :
وفى النّدا : «أبت» ، «أمّت» ، عرض |
|
واكسر ، أو افتح ، ومن اليا التّا عوض |
يريد : عرض فى النداء أسلوب خاص ، هو : يا أبت ، يا أمّت بكسر التاء أو فتحها ، وقد ترك الضم ـ ثم صرح أن التاء عوض من ياء المتكلم المضاف إليه ، واقتصر على هذا تاركا التفصيلات التى عرضناها.
(٤) انظر رقم «١» من ص ٦٧.
(٥) فى ص ٥٧
(٦) يفهم من كل ما سبق أن المنادى المضاف الذى إضافته غير محضة ، لا بد أن يكون ـ فى الغالب ـ وصفا عاملا ، ولا بد أن يكون مفردا أيضا ؛ لأن المثنى وجمع المذكر السالم ملحقان بالمعتل فى حكمه ـ وسيجىء فى ص ٦٥ ـ فإذا أضيفا عند النداء لياء المتكلم وجب بناؤها على الفتح وحده ـ فى الرأى الأصح ـ.