عند الإعراب : إن المضاف إليه الأول مجرور بالكسرة المقدرة التى منع من ظهورها الفتحة التى جاءت للتّوصل بها إلى قلب ياء المتكلم ألفا ، وحذفت هذه الألف للتخفيف.
ويصحّ أن يقال فى هذه الصورة : إن المنادى قد ركب مع ما أضيف إليه تركيبا مزجيّا وصارا معا بمنزلة : «خمسة عشر» أو غيرها من الأعداد والألفاظ المركبة المبنية على فتح الجز أبن. وعندئذ يقال فى الإعراب : (يابن أمّ ... يابن عمّ ـ يا بنة أمّ ... يا بنة عمّ ... يا بنت أمّ ... يا بنت عمّ ...) الياء حرف نداء ، وما بعدها منادى مضاف ، منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها حركة البناء الأصلية التى هى فتح الجزأين ، وياء المتكلم المحذوفة هى المضاف إليه. وتكون الفتحة التى على حرفى النون والتاء (فى : ابن ، وابنة ، وبنت ...) حركة هجائية ، لا توصف بإعراب ولا بناء (١) ...
* * *
(ب) إن كان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم معتلّ الآخر ، أو ملحقا به فحكمه هو ما كان يجرى عليه قبل النداء ، وقد سبق تفصيله (٢). ويتلخص فى قاعدة واحدة (٣) ؛ هى : سكون آخر المضاف دائما ، وبناء المضاف إليه على الفتح فى الأفصح ـ وهذه القاعدة تنطبق على ما يأتى :
١ ـ المقصور المضاف إلى ياء المتكلم ؛ نحو : يا فتاى أنت عونى فى السّرّاء والضّرّاء.
__________________
(١) ويجوز ـ فى الألفاظ السالفة ـ شىء آخر ؛ هو إهمال الياء المحذوفة ، واعتبارها كأن لم توجد ، مع اعتبار المنادى وما أضيف إليه بمنزلة الاسم المركب تركيبا مزجيا ، وإعرابه مبنيا على الضم المقدر ؛ كأنهما كلمة واحدة مفردة معرفة. ولا يخلو هذا الوجه ـ على صحته ـ من لبس يدعو للفرار منه.
وقد أشار ابن مالك إلى بعض الآراء السالفة فى بيت سبقت الإشارة إليه فى ص ٦٠ ، وهو :
وفتح او كسر ، وحذف اليا استمر |
|
فى : «يابن أمّ» «يابن عمّ». لا مفر |
يابن أم ، يابن عم ، أصلهما : يابن أمى ـ يابن عمى. ويريد بهما : المنادى المضاف إلى مضاف لياء المتكلم ، وأن حذف هذه الياء مستمر معهما ـ على الأرجح ـ وأن الحرف الذى قبل الياء المحذوفة يصح تحريكه بالفتحة أو بالكسرة ، ولم يذكر السبب ، واستغنى بما سبق عن غيره مما سردناه ...
(٢) ح ٣ ص ١٣٧ م ٩٧.
(٣) هذا التلخيص لا يكاد يغنى عن الرجوع إلى ما سبق من تفصيل وإيضاح ، وعرض صور هامة كثيرة.