الأخرى. ولكن سيبويه وبعض من البصريين وغيرهم يرون قياسيته ، وهذا رأى فيه تيسير (١).
٢ ـ ألّا يكون مصغر (٢) اللفظ ؛ مثل : كميت ، ودريد ، وسويد (أعلام شعراء). وكعيت (اسم البلبل).
٣ ـ أن يكون معناه قابلا التصغير ؛ فلا تصغر الأسماء التى يلازمها التعظيم ، كأسماء الله ، والأنبياء ، والملائكة. ونحوها ... ولا لفظ : كل (٣) أو بعض (٤) ، ولا أسماء الشهور (٥) ؛ كصفر ، ورمضان ، ولا أيام الأسبوع كالسبت والخميس ،
__________________
(١) نص على عدم قياسيته صاحب التصريح فى أول باب التصغير» ثم تناقض فأباحه مطلقا عند كلامه بعد ذلك فيما لا يصغر. ويقول سيبويه فى كتابه (ج ٢ ص ١٣٥) سألت الخليل عن قول العرب : ما أميلحه ـ تصغير : أملح ـ فقال : لم يكن ينبغى أن يكون فى القياس ؛ لأن الفعل لا يحقر ـ أى : لا يصغر ـ وإنما تحقر الأسماء .. و .. وليس شىء من الفعل ولا شىء مما سمى به الفعل يحقر إلا هذا ، وما أشبهه من قولك : ما أفعله ..) ا ه. فجعل تصغيره قياسيا.
هذا ولا يعرف أن المسموع المصغر من صيغة «أفعل» أكثر من كلمتين وردتا عن العرب ؛ هما : «أميلح وأحيسن» فأباح سيبويه القياس عليهما. وقد حدد عددهما وصرح بلفظهما : «الجوهرى». ونقلهما عنه ـ مصرحا فوق ذلك بأن النحاة أباحوا القياس عليهما ـ صاحب «المغنى» فى الجزء الثانى ، عند الكلام على الأمر الثالث ، وهو آخر الصور الخاصة بالقاعدة الأولى من قواعد الباب الثامن. وكذلك صاحب «خزانة الأدب» ، ج ١ ص ٤٧. (راجع ما يختص بحكم هذا القياس وأمثاله فى كتابنا : اللغة والنحو ، بين القديم والحديث ، ص ٨٩).
(٢) إن كان الاسم غير مصغر حقيقة ولكن مادته وتكوينه الاشتقاقى جعله على وزن صيغة خاصة بالتصغير ـ جاز تصغيره : نحو مهيمن ، اسم فاعل ، فعله : «هيمن» (بمعنى : راقب الشىء وسيطرء عليه) ؛ ونحو : مسيطر ، ومبيطر ... وهما اسما فاعل ، فعلهما : سيطر وبيطر ... فمثل هذه الأسما تصغر بحذف الياء الزائدة ، ويحل محلها ياء جديدة للتصغير ؛ فيبقى اللفظ فى صورته الجديدة كما كان من قبل بهيئته السابقة. لكن بين الصورتين فرق بالرغم من اتفاقهما التام فى الصورة ، وهذا الفرق هو أن الاسم المكبر منهما حقيقة ؛ تحذف ياؤه الزائدة عند جمعه «تكسيرا» للكثرة ، فيقال : مهامن ، ومساطر ، ومباطر ؛ بحذف الياء الزائدة. أما الاسم المصغر فلا يجمع ـ فى الرأى الشائع ، كما فى الصفحة الآتية ـ جمع تكسير للكثرة ، وإنما يجمع جمع تصحيح ؛ فيقال : مهيمنون ، مسيطرون ، مبيطرون ، لأنه لو جمع تكسيرا للكثرة وهو مصغر لوقع التناقض بين الدلالة على الكثرة والدلالة على التصغير ، ولوجب حذف ياء التصغير عند الجمع ؛ ليصير على وزن من أوزان للكثرة ؛ كالشأن فى كل خماسى ثالثه حرف زائد ـ. ولو حذفت ياء التصغير لالتبس الجمع المصغر بغير المصغر. ولهذا منعوا ـ أيضا ـ تكسير الأسماء المصغرة جمع كثرة ، ولم يذكروا فى صيغ التكسير للكثرة صيغة مفردها مصغر. أما جمع المصغر جمع تكسير للقلة ـ فيجوز ، (كما سيأتى فى الصفحة التالية ، وفى رقم ٧ ص ٦٥٢).
(٣) لدلالته على العموم والشمول ؛ وهى دلالة تناقض التصغير.
(٤) لأنه يدل بنفسه على التقليل ، فليس محتاجا إلى التصغير الذى يفيد التقليل.
(٥) لأن اسم الشهر واسم اليوم يدل على مدة زمنية محددة ، لا تقبل الزيادة ولا التقليل.