هذه التاء الحرفية على الكسر ، أو على الفتح ـ وكلاهما كثير قوىّ ـ أو على الضم ، وهو قليل ، ولكنه جائز ؛ نحو : يا أبت أنت كافلنا ، ويا أمّت ، أنت راعيتنا ...
والمنادى فى هذه الصّور الثلاث منصوب بفتحة ظاهرة (١) دائما ، وهو مضاف ، وياء المتكلم المحذوفة مضاف إليه ، وجاءت تاء التأنيث عوضا عنها ، مع بقائها حرفا للتأنيث كما كانت ، وليست المضاف إليه ...
والصورة الرابعة ـ وهى أقلها فى السماع ، ولا يصح القياس عليها ـ : الجمع بين تاء التأنيث السالفة التى هى العوض ، وألف بعدها أصلها ياء المتكلم ؛ نحو : يا أبتا ... يا أمّتا.
ومنه قول الشاعر :
يا أبتا علّك أو عساكا .......
وفى هذه الصورة جمع بين العوض ـ وهو التاء ـ والمعوّض عنه ، وهو : الياء المنقلبة ألفا. ولذا قال بعض النحاة : إن هذه الألف ليست فى أصلها ياء المتكلم ؛ وإنما هى حرف هجائى ، وزائد لمدّ الصوت. وهذا الرأى أوضح وأيسر فى إعراب تلك الصيغ المسموعة.
وهناك صورة أضعف من هذه ، وأندر استعمالا فى السّماع ، حتى خصها كثير من النحاة بالضرورة الشعرية ، نذكرها لندركها إذا صادفتنا فى بعض الكلام القديم ، هى الجمع بين هذه التّاء وياء المتكلم بعدها ، أو الجمع بين ياء المتكلم المنقلبة ألفا والتاء بعدها.
كقول الشاعر :
__________________
ـ التاء أن تظل تاء عند النطق بها وقفا ووصلا ، وأن تكتب تاء متسعة (أى : غير مربوطة) ويجوز كتابتها مربوطة ، كما يجوز الوقف عليها بالهاء. لكن الأفضل الاقتصار على الرأى الأول الذى يقضى باعتبارها تاء متسعة فى جميع أحوالها.
(١) لأن تاء التأنيث توجب فتح ما قبلها دائما. ولا داعى للإطالة بأنه منصوب بفتحة مقدرة منغ من ظهورها الفتحة التى جاءت لمناسبة التاء.