بقيت اللغة السادسة ؛ (وهى أضعف نظائرها ، ولا تكاد تخلو من لبس فى تبيّن نوعها ، ومن اضطراب فى إعرابها (١) ؛ ولهذا يجب اليوم إهمالها ؛ تبعا لرأى من أهملها من النحاة القدامى ، فلم يذكرها بين اللغات الجائزة.
وتتلخص فى حذف «الياء» ، ـ مع ملاحظتها فى النيّة ـ وبناء المنادى على الضم (كالاسم المفرد المعرفة). ويقع هذا فى الكلمات التى تشيع إضافتها ، ليكون العلم بشيوع إضافتها قرينة ودليلا على حذف المضاف إليه ، وأنه محذوف فى اللفظ لكنه ملاحظ (٢) فى النية ... كالكلمات : ربّ ، وقوم ، وأمّ ، وأب ... وأشباهها مما يغلب استعماله مضافا ؛ نحو : يا ربّ ، وفقنى إلى ما يرضيك ـ يا قوم ، لا تتوانوا فى العمل لما يرفع شأنكم ـ يا أمّ ، أنت أكثر الناس عطفا علىّ ، ويا أب ، أنت أشدهم عناية بى ...
ومما سبق يتبين أن ثلاثا من اللغات الست تقتضى حذف الياء ، وثلاثا أخرى تقتضى إثباتها.
٣ ـ إن كان المنادى الصحيح الآخر هو كلمة «أب» ، أو «أم» جاز فيه اللغات الست السابقة ، ولغات أربع أخرى ؛ وهى :
حذف ياء المتكلم ، والإتيان بتاء (٣) |
|
التأنيث الحرفية عوضا عنها ، مع بناء |
__________________
ـ الذى أضيف لياء المتكلم المبنية على الفتح ؛ فهذه خمس لغات اكتفى بها. ولم يتعرض للسادسة التى يحذف فيها المضاف إليه ، ويبنى الاسم بعده على الضم ، وقد شرحناها. وساق بعد هذا بيتا سيجىء شرحه فى مكانه المناسب من هامش ص ٦٤ ـ هو :
وفتح او كسر ، وحذف اليا استمر |
|
فى : «يابن أمّ» ، «يابن عمّ» ، لا مفر |
(١) سبب الاضطراب فى إعرابها اختلافهم الشديد فى الحكم على نوع المنادى : أيراعى أصله من ناحية أنه مضاف ؛ فيكون منادى منصوبا بفتحة مقدرة ، منع من ظهورها الضمة التى جاءت لمشابهته بالنكرة المقصودة فى التعريف بالنداء وقصد الإقبال ، (لا بالعلمية ، ولا بالإضافة ، ولا بأل) ـ أم يراعى لحالته الحيضرة من ناحية بنائه على الضم؟
وهذا الخلاف ليس شكليا ، وإنما له أثره فى التوابع ؛ أتكون واجبة النصب حتما ، نتيجة للرأى الأول ، أم يكون شأنها شأن توابع المنادى المبنى على الضم ، ولها أحكام مختلفة ، سبق شرحها فى ص ٣٩ وما بعدها؟
(٢) لأنها ـ وهى المشهورة بالإضافة ـ تدل إذا لم تكن مضافة إلى اسم ظاهر ، أو إلى ضمير لغير المتكلم على أنها مضافة للمتكلم ، والمتكلم أولى بذلك ؛ لأن ضميره الياء يحذف أكثر من غيره.
(٣) سبقت الإشارة لهذا (فى باب الإضافة لياء المتكلم ج ٣ م ٩٧ ص ١٤٦) والأكثر فى هذه ـ