بقاؤها مع بنائها على الفتح فى محل جر ؛ للإضافة ؛ نحو : يا جنودى ... يا رجالى ...
بناؤها على الفتح بعد فتح ما قبلها ، ثم قلبها ألفا (١) ؛ نحو : يا فرحا بإنجاز ما فرض الله ، ويا حسرتا على التقصير ... (والأصل (٢) : يا فرحى ، يا حسرتى ... ؛ فصار : يا فرحى ... ، يا حسرتى ... ، ثم صار : يا فرحا ... يا حسرتا ...) والمنادى هنا منصوب ـ والأيسر أن يكون منصوبا بالفتحة الظاهرة ـ وهو مضاف ، وياء المتكلم المنقلبة ألفا مضاف إليه ، مبنية على السكون فى محل جرّ (٣) ... ويجوز فى هذه الصورة أن تلحقه هاء السكت عند الوقف ؛ فتقول : يا فرحاه ... ـ يا حسرتاه ...
قلب الياء ألفا على الوجه السالف ، وحذف الألف ، وترك الفتحة قبلها دليلا عليها ؛ نحو : يا فرح ... ، يا حسرة ... وفى هذه الحالة يكون المنادى منصوبا مضافا ، وياء المتكلم المنقلبة ألفا ، المحذوفة ، هى المضاف إليه (٤) ...
__________________
(١) لتحركها وفتح ما قبلها ؛ تطبيقا لقواعد الإعلال والإبدال.
(٢) هذا الأصل ـ كغيره من أمثاله الكثيرة ـ خيالى محض. ومجرد فرض لا يعرف عنه العرب الأوائل شيئا. وإنما يراد منه ما يراد من أكثر الفروض المتخيلة ؛ تيسير الوصول إلى النتائج والحقائق من طريق واضح مألوف. ومعلوم أن هذه الأصول الخالية والفروض ـ كما رددنا فى مناسبات متعددة ـ ليست مقصورة على الصناعة النحوية ، فالنحاة فى هذا كغيرهم من المشتغلين بسائر العلوم اللغوية وغير اللغوية. وقد أحسنوا وأفادوا ، إلا حين يسرفون أو يتعسفون.
(٣) وإنما كان الأيسر والأوضح إعرابه منصوبا بالفتحة الظاهرة للفرار مما يتكلفه بعض المعربين حين يقولون : إنه منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها الكسرة المنقلبة فتحة لمناسبة الياء المنقلبة ألفا. وحجتهم : أنهم يريدون تسجيل الأطوار كلها ، ولو أدى الأمر إلى الإطالة.
(٤) يقول ابن مالك فى حكم الصحيح وشبهه واللغات المتعددة التى فى ياء المتكلم إذا كانت هى المضاف إليه :
واجعل منادى صحّ إن يضف ليا |
|
كعبد ، عبدى ـ عبد ، عبدا ، عبديا |
(صح ـ أى : صح آخره. عبديا ـ أصلها : عبدى ، وزيدت فى آخرها ألف لأجل الشعر) يريد : إذا أضيف المنادى صحيح الآخر فاجعله كعبد ، عبدى ... أى : على مثال واحد مما يأتى ـ ولم يذكرها مرتبة على حسب كثرة استعمالها.
يا عبد : مثال لما حذفت فيه ياء المتكلم مع بقاء الكسرة قبلها دليلا عليها ـ يا عبدى ؛ لثبوت ياء المتكلم الساكنة المكسور قبلها ـ يا عبد .. للمنادى الذى قلبت معه ياء المتكلم ألفا مفتوحا ما قبلها ، وحذفت الألف ـ يا عبدا ... كالسابق ، ولكن من غير حذف ياء المتكلم المنقلبة ألفا ـ يا عبدى : للمنادى ـ