١ ـ وجوب النصب بفتحة مقدرة إن كان المنادى مفردا (١) ، أو جمع تكسير ، أو جمع مؤنث سالما. ومن الأمثلة قول الشاعر يعاتب :
يا أخى ، أين عهد ذاك الإخاء؟ |
|
أين ما كان بيننا من صفاء؟ |
وقول الآخر :
سألتنى عن النهار جفونى |
|
رحم الله ـ يا جفونى ـ النهارا |
ونحو : يا زميلاتى لكنّ تقديرى وإكبارى ، ونحو : يا سعيى قد بلغت بى المدى ، ويا صفوى إن أطلت الغياب ؛ فلن تهدأ نفسى ...
فكلمة : (أخ ـ جفون ـ زميلات) ـ (سعى ـ صفو) وأشباهها ـ منادى ، مضاف ، منصوب بفتحة مقدرة ، منع من ظهورها الكسرة التى جاءت لمناسبة الياء. (لأن هذه الياء يناسبها كسر ما قبلها) والياء مضاف إليه ، مبنية على السكون فى محل جر(٢) ...
٢ ـ يصح فى هذه الياء ستّ لغات ، بعضها أقوى واكثر استعمالا من بعض. هى(٣) :
حذف الياء مع بقاء الكسرة قبلها دليلا عليها ؛ كالآية الكريمة : (وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد آمنا) ... ونحو : استقبل العالم المخترع أعوانه وهو يقول : أهلا يا جنود ، أهلا يا رجال ، أنتم الفخر ، ومجد البلاد.
والإعراب كالسالف ، إلا أن الياء محذوفة هنا ...
بقاؤها مع بنائها على السكون فى محل جر ، للإضافة ؛ نحو : يا جنودى ... يا رجالى ...
__________________
(١) أما المثنى وجمع المذكر السالم فملحقان بالمعتل ـ كما قلنا فى رقم ٣ من هامش الصفحة السالفة ـ ولهما حكمها الخاص. وسيأتى فى ص ٦٥.
(٢) للإعراب المقدر (أو : التقديرى) وكذا الإعراب المحلى ـ أهمية وآثار لا يمكن إغفالها ، وقد أوضحناها فى بابهما الخاص ، وهو باب : «المعرب والمبنى» ج ١ م ٦ ص ٢٥ ، م ١٦ ص ١٢٩.
(٣) آثرنا الترتيب الآتى على غيره ؛ مجاراة لكثير من النحاة اختاروه ؛ بحجة أنه المطابق للوارد من كلام العرب ، كثرة وقلة. وواجب المتكلم أن يتخير من هذه اللغات المتعددة ما هو أنسب للمقام ، وأبعد من اللبس عند عدم القربنة ؛ كالصورة الثانية والثالثة ؛ حيث ثبتت فى كل منهما الياء.