تبعا لأوله ؛ لأن الضمة ثقيلة قبل الياء يتحاشاها العرب فى أغلب كلامهم ، ولهذا لا يصح الإتباع ، ويصح السكون أو الفتح.
وما خالف الأحكام السابقة فنادر ، أو شاذ ، ـ وكلاهما لا يقاس عليه ـ أو ضرورة شعرية ، أو لغة قوم من العرب عددهم قليل ... ومن الأمثلة : جمع كهلة على كهلات ، مع أنها وصف. وظبيات بسكون الباء ، والواجب فتحها. وزفرات بالسكون لضرورة الشعر فى قول الشاعر :
وحمّلت زفرات الضحا فأطقتها |
|
ومالى بزفرات العشىّ يدان |
وقبيلة «هذيل» لا تشترط الصحة فى عين الاسم ، فتجيز أن تكون معتلة ؛ فتقول: بيضة وبيضات ، وجوزة وجوزات ؛ بفتح الثانى إتباعا للأول (١) ...
_________________
(١) والأحسن فى كل ما سبق متابعة أكثرية القبائل ؛ لتكون المحاكاة جارية على الكثير القوى دون القليل ، أو الضعيف.
وفى الأحكام الخاصة بعين المفرد المؤنث الذى يراد جمعه جمع مؤنث سالما يقول ابن مالك :
والسّالم العين ، الثلاثى ، اسما أنل |
|
إتباع عين فاءه بما شكل |
إن ساكن العين مؤنّثا بدا |
|
مختتما بالتّاء ، أو مجرّدا |
(الثلاثى : أصلها الثلاثىّ ؛ بتشديد الياء ، خففت للشعر) وفى البيت تقديم وتأخير. والتقدير : وأنل السالم العين الثلاثى الاسم ـ إتباع عين فاءه. أى امنح السالم .. اتباع عينه الساكنة ـ الحركة التى شكلت بها الفاء.
ثم انتقل بعد ذلك لبيان ما يجوز فى العين الساكنة من فتح أو سكون أو إتباع ، إن كانت العين بعد فاء غير مفتوحة ؛ (حيث يجوز فى العين الساكنة إما تركها على سكونها ، وإما تخفيفها بالفتحة ، وإما إتباعها لحركة الفاء قبلها ، من ضم أو كسر) ـ قال :
وسكّن التّالى غير الفتح ، أو |
|
خفّفه بالفتح فكلّا قد رووا |
ثم عرض بعد ذلك للحالتين اللتين لا يجوز فيهما الإتباع فقال :
ومنعوا إتباع نحو : «ذروه» |
|
ونحو : «زبية». وشذّ كسر جروه |
(الزبية : حفرة تحفر للأسد ليقع فيها ؛ فيصاد. والجروة : الأنثى من الكلاب والسباع). ثم بين أن ما خالف الأحكام السالفة فهو نادر ، أو ضرورة ، أو لغة ، فقال :
ونادر ، أو : ذو اضطرار غير ما |
|
قدّمته ، أو : لأناس انتمى |