(ح) جمع المقصور جمع مذكر سالما (١) :
إذا جمع المقصور جمع مذكر سالما وجب حذف آخره (وهو : ألف العلة) فى كل الحالات ، مع ترك الفتحة قبلها دليلا عليها ؛ تقول فى : رضا ، وعلا ، ومرتضى ... وأمثالها من أعلام الرجال : الرّضون والرضين ـ العلون والعلين ـ والمرتضون والمرتضين ... ومثل هذا يقال فى المشتقات وسائر الأسماء المقصورة التى يصح جمعها جمع مذكر سالما ، نحو : المبتغى ، والأسمى ، والمعلّى ...
فى قولهم : صادفت الشجاع المبتغى ، وهؤلاءهم الشجعان المبتغون ـ وأكبرت العالم الأسمى ، والعلماء الأسمين ـ وقدرت العظيم المعلّى قدره بين نظرائه من المعلّين ...
ومن هذا قوله تعالى : (وَلا تَهِنُوا ، وَلا تَحْزَنُوا ، وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ،) وقوله تعالى فى إبراهيم وأولاده عليهم السّلام : (وإنّهم عندنا لمن المصطفين الأخيار) ... (٢)
__________________
ـ وما «كصحراء» بواو ثنّيا |
|
ونحو «علباء» ، كساء ، وحيا |
بواو أو همز. وغير ما ذكر |
|
صحّح. وما شذّ على نقل قصر |
يريد : أن الممدود الذى همزته كهمزة صحراء ـ للتأنيث ـ تقلب همزته واوا عند التثنية. أما علباء (وهو الذى همزته للإلحاق. و «كساء» وهمزته مبدلة من أصل ؛ هو الواو ، وكذا «حياء» ـ ولكنه قصرها لضرورة الشعر فقال : «وحيا» ـ وهمزته مبدلة من أصل ؛ هو الياء ،) .. أما الذى همزته من نوع هذه الأشياء فيجوز قلبها واوا فى التثنية ، أو إبقاؤها همزة على حالها. وغير هذه الأنواع الثلاثة التى تكون فيها الهمزة للتأنيث ، أو مبدلة من أصل ، أو للإلحاق ـ تبقى همزته على حالها. وما خالف الأحكام السالفة فهو شاذ ؛ يوقف فيه عند حد السماع.
(١) سبق الكلام على تعريف جمع المذكر السالم ، وشروطه ، وضبط كلمة : «السالم» وما يتصل به (فى ج ١ ص ١٢٥ م ١٠) وهو يسمى : الجمع على حد المثنى ؛ (لوجوب تحقق شروط المثنى فيه) ، وجمع التصحيح للمذكر أما جمع المؤنث ففى (ج ١ ص ١٠٠ م ١٢). وفيه بيان السبب فى تسميته بجمع السلامة المؤنث ، أو جمع التصحيح للمؤنث .. أو .. ، وضبط كلمة : «السالم».
(٢) وفى جمع المقصور وحده ـ وترك جمع المنقوص والممدود ـ يقول ابن مالك :
واحذف من المقصور فى جمع على |
|
حدّ المثنّى ما به تكمّلا ... |
(ما به تكمل المقصور ، أى : ما اكتملت به صيغة المقصور). يريد : الألف التى يختم بها ؛ فيجب حذفها قبل مجىء علامتى التثنية. ثم أشار إلى فتح ما قبلها بعد حذفها بالشطر الأول من البيت التالى ـ وسيعاد فى هامش ص ٥٧٤ لمناسبة هناك ـ ، قائلا :
والفتح أبق مشعرا بما حذف |
|
............. |