فقد تبقى الهمزة حتما ، وقد تقلب واوا حتما ، وقد يجوز فيها الأمران ؛ فلها ثلاث حالات.
فيتحتم بقاؤها إن كانت حرفا أصليّا من أصول كلمتها ؛ نحو : قرّاء ، وبدّاء ، وخبّاء ... ، فيقال فى تثنيتها : قرّاءان ، وبدّاءان وخبّاءان ، بإثبات الهمزة وجوبا : لأنها من بنية الكلمة الأصلية ؛ إذ الأصل : قرأ وبدأ ، وخبأ.
ويجب قلبها واوا إن كانت زائدة للتأنيث ؛ نحو : بيضاء ، وصفراء ، وخضراء ؛ فيقال فى تثنيتها ؛ بيضاوان ، وصفراوان ، وخضراوان.
ويجوز بقاؤها وقلبها واوا إن كانت مبدلة من حرف أصلى (١) (نحو : صفاء ودعاء ، وبناء ، وفداء ؛ ، لأن الأصل : صفاو ـ دعاو ـ بناى ـ فداى ـ) أو كانت مبدلة من حرف زائد للإلحاق (٢) (نحو : علباء (٣) وقوباء (٤)) ، فيقال فى التثنية : صفاءان ؛ أو صفاوان ـ دعاءان أو دعاوان ـ بناءان ، أو بناوان ـ فداءان أو فداوان ـ ؛ كما يقال : علباءان أو علباوان ـ قوباءان أو قوباوان ... وهكذا ... والأحسن إبقاء المبدلة من حرف أصلى ، وقلب المبدلة من حرف زائد للإلحاق.
وما جاء مخالفا لما سبق فهو شاذ ، لا يقاس عليه ؛ كقولهم : قرّاوان فى تثنية : قرّاء : (بضم القاف وتشديد الرّاء المفتوحة ـ ومن معانيه : القارئ ـ مع أن همزته أصلية) ، وكحمرايان ، تثنية : حمراء ، وعاشوران ، تثنية : عاشوراء ، بقلب همزة التأنيث ياء فى حمراء ، وحذفها فى عاشوراء. ومثل : كسايان ، تثنية كساء ، الذى همزته مبدلة من حرف أصلى هو الواو ... وهكذا (٥) ...
__________________
(١) قاعدة الإعلال تقضى بقلب حرف العلة همزة إذا كان متطرفا بعد ألف زائدة ـ فبقاء الواو هو مراعاة للواقع ، إذ أنها لم تقع طرفا حقيقيا ، فبعدها علامتا التثنية ؛ فتبقى على اعتبارها ليست متطرفة بسبب علامتى التثنية. وتقلب همزة على اعتبار علامتى التثنية طارئتين لا يلتفت إليهما. هكذا يقولون. والتعليل الصحيح هو : استعمال العرب ليس غير.
(٢) معنى الإلحاق وبيان بعض أحكامه تقدم فى ص ٢٤١ وهامشها.
(٣) اسم لبعض أعصاب العنق. أصل الكلمة : علباى ، بزيادة ياء الإلحاق لتكون كقرطاس ، فى وزنها ، وأحكامها. ثم انقلبت الياء همزة ؛ لوقوعها متطرفة بعد ألف زائدة. ومما يلاحظ أن الإلحاق خاص بالعرب مقصور عليهم ، وكانوا يستخدمونه غالبا لضرورات شعرية أو ما يشابهها. (انظر ص ٢٤١ وهامشها).
(٤) مرض جلدى يظهر على شكل بقع مستديرة ، صغيرة ، ثم تتسع ... وأصل الكلمة : «قوباى» ، بزيادة ياء الإلحاق ؛ لتكون كقرناس (وهو الأنف البارز من الجبل) ، ثم انقلبت الياء همزة. طبقا لما سبق (فى رقم ١ و ٣).
(٥) وفى تثنية الممدود يقول ابن مالك : ـ