المسألة ١٧١ :
كيفية تثنية المقصور ، والممدود ، وجمعهما تصحيحا (١)
(ا) تثنية المقصور :
المقصور مختوم بالألف دائما ؛ فلا يمكن أن تزاد فى آخره علامتا التثنية مع بقاء الألف على حالها ؛ لذا يجب قلبها حرفا آخر يقبل العلامتين ؛
__________________
(١) المراد بجمعى التصحيح : جمع المذكر السالم ، وجمع المؤنث السالم ؛ لأن مفردهما يصح ويسلم ـ غالبا ـ عند جمعه على أحدهما ؛ فلا يدخل على حروفه تغيير فى نوعها ، أو عددها ، أو ضبطها ، إلا عند الإعلال أحيانا. بخلاف جمع التكسير ؛ فإن مفرده لا بد أن يتغير عند التكسير ؛ فكأنما يصيبه الكسر عند إدخال التغيير عليه ، لنقلة من حالة الإفراد إلى حالة الجمع الجديدة. ولهذا السبب اختلف النحاة فى كلمة : «بنات» أهى جمع تكسير ـ (لتغير صيغة مفردها عند الجمع ؛ ولورودها منصوبة بالفتحة فى عدد من النصوص المسموعة عن العرب كما ينصب جمع التكسير) ـ ، أم هى جمع مؤنث سالم ؛ لكثرة النصوص الوافرة ؛ المتماثلة ، على نصبها بالكسرة ، كجمع المؤنث السالم؟
ـ وستجىء إشارة لهذا فى ص ٥٨٣ وفى هامش ص ٦٢٥ رقم ٢. ـ
«ملاحظة» الاسم الذى يراد تثنيته إما أن يكون صحيح الآخر (وهو : الذى لا تكون لامه حرف علة ؛ مثل : محمود.) وإما أن يكون بمنزلة صحيح الآخر ، (وهو المختوم بواو ، أو ياء ، وقبلهما سكون : سواء أكانتا مخففتين ، أم مشددتين ، مثل : ظبى ، وعضو ، ومرمىّ ، ومغزوّ) وإما أن يكون منقوصا ، (أى اسما معربا فى آخره ياء لازمة ، غير مشددة ، قبلها كسرة ؛ مثل : العالى ـ المستعلى .. (وقد سبق تفصيل الكلام عليه فى ج ١ ص ١٢٤ م ١٥). وإما أن يكون مقصورا ، وإما أن يكون ممدودا. وكلاهما لا يختم بتاء التأنيث.
فأما الصحيح وشبهه فلا يلحقهما تغيير عند تثنيتهما وجمعهما تصحيحا إلا زيادة علامات التثنية والجمع. وأما المنقوص فيجب إثبات يائه فى التثنية وجمع المؤنث السالم ، وعند إضافته أو تصديره بأل. (وكذا فى ندائه ، على حسب التفصيل السابق فى ص ١٣) ففى مثل : هاد ـ داع ـ يقال : هاديان ـ داعيان كما يقال : الهادى والداعى ... والدين هادينا إلى ما يسعدنا ، وبين المتعلمات هاديات للرشاد ، داعيات للسداد. ولا فرق فى هذا الحكم بين أن تكون ياء المنقوص مذكورة فى المفرد قبل التثنية والجمع ، أم محذوفة لسبب يقتضى حذفها ، ذلك أن ياء المنقوص قد تحذف من المفرد ؛ (طبقا للبيان المفصل الذى سبق فى ج ١ م ١٦ ص ١٧٣.)
ويجب حذف ياء المنقوص عند جمعه جمع مذكر سالما ويضم ما قبل الواو ويكسر ما قبل الياء ، نحو : الهادون للرشاد ، والداعون إلى الخير خلفاء الأنبياء ـ إن الهادين للرشاد والداعين للخير أحق الناس بالإكبار. وبهذه المناسبة نذكر أن بعض الأسماء الستة محذوف اللام ـ مثل : أب ـ أخ ـ حم ـ هن .. ـ