فعند التثنية تقلب ياء فى ثلاث حالات ، وتقلب واوا فى حالتين :
__________________
ـ فعند تثنيته ترجع وجوبا لامه المحذوفة كما رجعت لام المنقوص على الوجه السالف وطريقته وقد وضع بعض النحاة ضابطا عاما لإرجاع الحرف الأصلى المحذوف من الاسم الثلاثى ، ملخصه : إذا حذف من الاسم الثلاثى أحد أحرفه الثلاثة فإن جاءت همزة الوصل عوضا عن المحذوف فلا يصح إرجاعه عنه التثنية وجمع المؤنث السالم ، أما إذا لم تأت همزة الوصل للتعويض فالأجود ـ وقيل الواجب ـ إرجاع المحذوف إذا كان رجوعه واجبا عند إضافته ؛ نحو : قاض ـ شج ـ أب ـ أخ ـ حم .. وغيرها مما حذفت لامه. تقول : قاضيان ـ شجيان ـ أبوان ـ أخوان ـ حموان ـ .. كما تقول : قاضينا ـ شجينا ـ أبوه ـ أخوه ـ حموه .. وشذ : أبان وأخان.
أما مالا يرجع عند الإضافة فلا يرجع عند التثنية وجمع المؤنث السالم ؛ نحو : اسم ـ ابن ـ يد ـ دم ـ غد ـ فم ـ سنة ؛ فنقول : اسمان ـ ابنان ـ يدان ـ دمان ـ غدان ـ فمان ـ سنتان ... كما تقول : اسمه ـ ابنه ـ يده ـ دمه ـ غده ـ فمه ـ سنته ... وشذ : فموان وفميان .. ومن الضرورة قول الشاعر :
فلو أنّا على حجر ذبحنا |
|
جرى الدّميان بالخبر اليقين |
وقول الآخر : يديان بيضاوان عند محلّم
(محلم اسم رجل ، أو هو الرجل الحليم).
ـ راجع فيما سبق الهمع ، ج ١ ص ٤٤ والأشمونى وحاشيته ج ٤ فى آخر هذا الباب ـ
وأما المقصور والممدود فيلحقهما التغيير الذى سيجىء مفصلا فى هذا الباب. وقد سبق تعريفهما وشىء من الأحكام الأخرى فى الباب السابق. وما سبق خاص بتثنية تلك الأنواع وجمعها جمعى تصحيح. أما جمع التكسير فله باب مستقل يجىء فى أول ص ٥٧٧ م ١٧٢.
بقى نوع من الأسماء المعتلة الآخر ـ (وهو الذى سبقت الإحالة عليه فى رقم ١ من هامش ص ٥٥٨) ـ لم أر من تعرض للكلام على تثنيته وجمعه ، وهو المعتل الآخر بالواو. بل إنهم حين يقسمون المعتل الآخر إلى مقصور ومنقوص لا يذكرون نوعه ، وحكمه ؛ بحجة أن الكلام العربى الأصيل لا يعرف اسما مختوما بالواو إلائحو ثلاث كلمات معربة ؛ منها : سمندو وقمندو ... وقد ناقشنا هذا الرأى (فى الجزء الأول ص ١٢٥ م ١٥) وانتهينا إلى أن الحاجة اليوم تدعو لاتخاذ ضابط عام فى إعرابه ؛ لكثرة دورانه ، وشيوع استعماله علما للأشخاص والبلدان وغيرهما. ومن أمثلته : أرسطو ـ سنفرو ـ خوفو ـ أدفو ـ أدكو ـ طوكيو ـ كنغو ...
والحكم الذى ارتضيناه هناك وأوضحنا سببه ، هو إعرابه بحركات مقدرة على الواو فى جميع حالاته إعراب الممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ، فيرفع بضمة مقدرة على آخره. وينصب بفتحة مقدرة ، ويجر بفتحة مقدرة أيضا. وقد يكون المناسب له عند تثنيته وجمعه جمع مؤنث سالما ـ بقاء الواو مع تحريكها بالفتحة وزيادة علامتى التثنية ؛ فيقال : أرسطوان وأرسطوين ـ سنفروان وسنفروين ... وهكذا الباقى. كما يقال فى روميو وجوليو ، وصنبو ، وبمبيو وأشباهها من أعلام قديسمى بها بعض الإناث ، روميوات وجوليوات ـ صنبوات وبمبيوات. أما إذا كان علما لمذكر ، وأريد جمعه جمع مذكر سالما فألاحسن حذف حرف العلة (الواو) مع ضم ما قبلها فى حالة الرفع ، وكسره فى حالتى النصب والجر.