وحده (١) وأما «عدوة» مؤنث : «عدو» فمقصورة هى وأشباهها القليلة ـ على السماع.
فإن كان «فعول» بمعنى : «مفعول» (وهو الدّال على الذى وقع عليه الفعل) جاز تأنيثه بالتاء الفارقة بين المذكر والمؤنث ، وعدم تأنيثه بها ؛ نحو : قطار ركوب أو ركوبة ، وسيارة ركوب أو ركوبة ؛ بمعنى مركوب ومركوبة فيهما ، ونحو : أكول أو أكولة ، وحلوب أو حلوبة ، بمعنى : مأكولة ومحلوبة.
٢ ـ مفعال ، نحو : مفتاح ، لكثيرة الفتح ولكثيره ـ معلام ، لكثيرة العلم وكثيره ـ مفراح ؛ لكثيرة الفرح وكثيره ... فهذه الصيغة ـ بغير تاء ـ
__________________
(١) ذلك أن تاء التأنيث قد تكون دالة على التأنيث المجرد ، وقد تفيد معنى آخر من المعانى دون أن تفيد الفصل بين مذكر ومؤنث ، بالرغم من أن الكلمة المشتملة عليها تعتبر مؤنثة تأنيثا لفظيا مجازيا ، وتجرى عليها أحكامه. فمن تلك المعانى : أنها تكون لفصل الواحد من جنسه الجامد ؛ كتمرة ، وتمر ، ولبنة ولبن ، ونملة ونمل. وللعكس ، أى : فصل الجنس الجامد من واحده ؛ كجبأة وكمأة (بفتح أولهما وسكون ثانيهما ، وهما اسمان لنوع واحد من النبات. يقال لمفرده : جبء ، أو كمء). وأنها تكون عوضا عن فاء الكلمة ؛ مثل : عدة ، مصدر ، وعد ، أو عوضا من لام الكلمة ، مثل : سنة ، وأصلها فيما يقال : سنو ، أو سنه بدليل. الجمع : سنوات وسنهات. أو عوضا من حرف زائد لمعنى ؛ كياء النسب فى قولهم. هو أشعثىّ ، وهم أشاعثة ، وهو أزرقىّ ، وهم أزارقة ، وهو مهلّبىّ وهم مهالبة. يقولون هذا فى جموع التكسير المنسوب مفردها إلى : أشعث ، وأزرق ، ومهلّب ... ويدل على هذا قولهم : أشعثيون وأشاعثة ، وأزرقيون وأزارقة ، ومهلبيون ومهالبة. فلا يجمعون بين الياء والتاء ـ وسيجىء البيان فى ص ٦١٩ ـ أو عوضا من حرف زائد لغير معنى ؛ كزنديق وزنادقة. فالتاء عوض عن الياء فى المفرد إذ كان الأصل فى تكسيرها : زناديق ، ولا يجتمعان ، أو عوضا عن ياء التفعيل فى مثل : زكّى تزكية. وقد تأتى للدلالة على التعريب ؛ أى : للدلالة على أن الكلمة فى أصلها غير عربية ، وعربها العرب أنفسهم بإدخال شىء من التغيير على صيغتها ، واستعمالها بعد ذلك. مثل : كيالجة (جمع : كيلجة ، لمكيال. والقياس كياليج. فجاءت التاء بدلا من الياء للدلالة على تعريبه ومثل موازجة (جمع : موزج ، بفتح الميم ، وسكون الواو ، وفتح الزاى ، للجورب ، أو : الخف) والقياس. موازج ؛ فدخلت «التاء هنا وهناك للدلالة على أن الأصل أعجمى فعرّب. والفرق بين المعرّب وغيره : أن العرب إذا استعملت الأعجمى فإن خالفت بين ألفاظه ـ بأن أدخلت عليها نوع تغيير ـ فقد عربته ـ كما سبقت الإشارة فى رقم ٢ من هامش ص ٢٣٠. وإلا فلا وهو الباقى على أعجميته.
وقد تأتى للمبالغة فى الوصف كرجل راوية ؛ لكثير الرواية. وقد تأتى لتأكيد المبالغة ؛ نحو : رجل «نسّابة» لكثير العلم بالأنساب ؛ ذلك أن كلمة «نسّاب» صيغة مبالغة بنفسها ، فإذا زيدت عليها التاء أفادت توكيد المبالغة ..
وقد تكون التاء ثابتة فى بعض أسماء لا يمكن تمييز مذكرها من مؤنثها ، نحو : نملة. فيجب اعتبار الاسم مؤنثا دائما. وبعض ما لا يمكن تمييزه يتجرد منها دائما فيعد مذكرا فى كل استعمالاته ، نحو : برغوث. (راجع التصريح والصبان).
وراجع ما يتصل بهذا فى ج ١ م ١ ص ٢١ عند الكلام على اسم الجنس الجمعى وحكم تذكيره وتأنيثه.