زوائد ، وكل واحدة منها فارقة بين المؤنث والمذكر ، ولا يصح أن يوجد منها فى الاسم إلا علامة واحدة (١) لتأنيثه. والثلاث هى : تاء التأنيث المتحركة المربوطة (٢) ، وألف التأنيث المقصورة ، وألف التأنيث الممدودة. وفيما يلى تفصيل الكلام على كل علامة :
(الأولى) فأما تاء التأنيث المربوطة فمختصة بالدخول ـ قياسا ـ على أكثر الأسماء المشتقة (٣) ؛ لتكون فارقة بين مذكرها ومؤنثها ؛ نحو : عابد وعابدة ـ عرّاف وعرافة ـ فرح وفرحة ـ مأمون ومأمونة ـ ولا تدخل على أسماء الأجناس الجامدة إلا سماعا ؛ وقد سمعت فى بعض ألفاظ قليلة لا يقاس عليها ؛ مثل : أسد وأسدة ـ رجل ورجلة ـ فتى وفتاة ـ غلام وغلامة ـ امرأ وامرأة ـ إنسان وإنسانة ، فى لغة ـ ... ونظائرها مما تنص عليه المراجع اللغوية ، ويجب الوقوف فيه عند حد السماع الوارد.
وإنما كانت تاء التأنيث مختصة بالدخول على أكثر الأسماء المشتقة دون جميعها لأن بعض المشتقات لا تدخله مطلقا ـ فى رأى أكثر النحاة ـ (٤) ، وبعضها تدخله قليلا. وأشهر الأوزان التى لا تدخلها (٥) أربعة :
١ ـ فعول بمعنى : فاعل (وهو الدال على الذى فعل الفعل) ، نحو : صبور ـ نفور ـ حقود ... بمعنى : صابر ـ نافر ـ حاقد ـ مثل : رجل أو امرأة صبور ، ونفور ، وحقود ...
أما المسموع من قولهم : امرأة ملولة وفروقة ؛ بمعنى : خوّافة ـ وكذا بضع كلمات أخرى (٦) ـ فالتّاء للمبالغة مع التأنيث وليست لمحض التأنيث
__________________
(١) وأما : علقاة ، اسم نبت ، وأرطاة ، اسم شجر ـ فألفهما مع وجود التاء معها ألف إلحاق ، ليست للتأنيث.
(٢) ويسميها بعض النحاة ، «هاء التأنيث» ؛ لأنها تصير «ها» عند الوقف عليها ، بالسكون أما فى غير الوقف فمتحركة.
(٣) يطلق ـ غالبا ـ على الاسم المشتق : «الوصف» ، أو : «الصفة» ، وهو غير النعت ، كما عرفنا. وكما يجىء البيان فى رقم ١ من هامش ص ٥٤٩.
(٤) انظر الزيادة فى ص ٥٥١ ـ لأهميتها ، واشتمالها على بيان مفيد.
(٥) أشهرها : (صرورة : لمن لم يتزوج ، أو لم يحج) ـ (لجوجة : لكثير اللجاجة ، وهى : الخصومة) ـ (عروفة: لكثير العلم والمعرفة) ـ (شنوءة : لكثير التقزز ، أو العداوة) ـ (منونة : لكثير الامتنان) ـ (سروقة : لكثير السرقة). راجع النوادر ، ذيل الأمالى ، للقالى ص ١٧٣.