يريدون : الأوراق). وكذلك : (الحرف ؛ يريدون به : الكلمة) ... وأمثال هذا كثير فى كلامهم ...
وحكم هذا النوع : أنه يصح مراعاة صيغته اللفظية ، من ناحية عدم تأنيث فعلها المسندة إليه ، وكذلك مراعاة تذكيرها اللفظىّ عند نعتها ، والإشارة إليها ... كما يصح مراعاة معناها الذى تؤول به بشرط قيام قرينة جلية تمنع اللبس ؛ نحو : (امتلأت الكتاب بالسطور ؛ تريد : الورقة التى فى يدك ، مثلا) ـ (هذه الكتاب نافعة ، تريد : هذه الورقة (١)) ... ومن الخير الاقتصار على مراعاة صيغة اللفظ ؛ قدر الاستطاعة منعا للالتباس ، فإن هذا المنع غرض من أهم الأغراض اللغوية يجب الحرص عليه هنا ، وفى كل موضع آخر.
٧ ـ ومنه المؤنث الحكمى : وهو ما كانت صيغته مذكرة ولكنها أضيفت إلى مؤنث فاكتسبت التأنيث ؛ بسبب الإضافة ؛ كقوله تعالى : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ.) فكلمة «كل» مذكرة فى أصلها ، ولكنها فى الآية اكتسبت التأنيث من المضاف إليه المؤنث ؛ وهو «نفس» (٢).
تلك أشهر أنواع المؤنث. ويعنينا منها ، النوعان الأساسيان ؛ وهما الأول والثانى (أى : المؤنث الحقيقى ، والمجازى) أما سواهما فمتفرع منهما ، راجع إليهما فى أكثر أحكامه ...
والنوعان الأساسيان (أى : الحقيقى والمجازى) لا بد من اشتمالهما على علامة تأنيث ظاهرة أو مقدرة (أى : ملحوظة) ، كما فى بعض الأمثلة الأولى.
وقد تبين مما تقدم أن علامات التأنيث الدالة على تأنيث الأسماء المعربة (٣) ثلاث
__________________
(١) ومنه ما يجرى فى أيامنا من تسمية بعض الصحف والمجلات بأسماء مذكرة ؛ مثل : الهلال ، والعربى ، والمنبر ... من أسماء المجلات. ومثل : المقطم ، والمسأء ، والبلاغ ... من أسماء الصحف اليومية ؛ فينطبق عليها الأمران السالفان ، فيقال : ظهر الهلال ، أو ظهرت الهلال. وكذا الباقى حيث يلاحظ التذكير أو التأنيث فى كل.
(٢) إيضاح هذا مدون فى موضعه من باب الإضافة (ج ٣ ص ٥١ م ٩٢).
(٣) أما الأسماء المبنية فلا تكون علامة تأنيثها التاء المربوطة ، ولا الألف ، وإنما لها علامات أخرى ، منها : كسر التاء فى مثل : أنت. والنون المشددة فى مثل : هنّ. وأما بعض الحروف فقد تدخلها التاء المفتوحة سماعا ، نحو : ربت.
وأما الأفعال فتؤنث بالتاء لتأنيث فاعلها ؛ فتدخل تاء التأنيث الساكنة على آخر الماضى ، نحو : برعت الطبيبة ، وتدخل التاء المتحركة على أول المضارع ، نحو تبرع الطبيبة ...