عليها فى المسموع مؤنثا. كأرض ، وعقرب ، فى مثل : الأرض زرعتها ، والعقرب قتلتها. ومثل : نعتها ، أو الإشارة إليها بالمؤنث ؛ سماعا فى الحالتين ، مثل : الأرض المتحركة واحدة من أرضين كثيرة ـ هذه الأرض واحدة من ... ـ : العقرب السامّة قتالة. ـ هذه العقرب ... ـ ولا تكون ألف التأنيث مقدرة (١). معنى كلمة : «مؤنث».
هذه الكلمة إحدى «المصطلحات» التى يتردد ذكرها كثيرا فى الاستعمال اللغوى. ويختلف معناها باختلاف ما تدل عليه من أنواع تقضى الفائدة بالإشارة إليها هنا ؛ لأن هذا الباب هو الأنسب لذكرها (٢). وأشهرها :
١ ـ المؤنث الحقيقى : وهو الذى يلد ، ويتناسل ، ولو كان تناسله من طريق البيض والتفريخ ؛ ولا بد فى لفظ المؤنث الحقيقى من علامة تأنيث ظاهرة ، أو مقدرة ، مثل : ولّادة ـ سعدى ـ هند ـ عصفورة ـ عقاب (٣).
وله أحكام مختلفة ؛ يتصل منها بموضوعنا : وجوب تأنيث فعله ، ونعته ، وخبره وإشارته ، وضميره ... ، بالشروط والتفصيلات الخاصة بكل واحد من هذه الأمور فى بابه ؛ نحو : كانت ولّادة أديبة أندلسية ذائعة الصيت. وقد نقل التاريخ الأدبىّ إلينا كثيرا من أخبار هذه الأديبة ، ومجالسها ، وفنونها ...
٢ ـ المؤنث المجازى : وهو الذى لا يلد ولا يتناسل ؛ سواء أكان لفظه مختوما بعلامة تأنيث ظاهرة ؛ كورقة ؛ وسفينة ... أم مقدرة ؛ مثل : دار ، وشمس. ولا سبيل لمعرفة المؤنث المجازى إلا من طريق السماع الوارد عن العرب ، ولا يمكن الحكم على كلمة مؤنثة بأنها تدل على التأنيث مجازا إلا من الطريق اللغوى الذى يوضح أمر ذلك السماع ويبينه.
وهذا النوع المجازى يخضع فى استعماله لكثير من أحكام المؤنث الحقيقى ؛
__________________
(١) وفى هذا يقول ابن مالك فى باب عنوانه : «التأنيث» :
علامة التأنيث تاء أو ألف |
|
وفى أسام قدّروا «التّا» ؛ كالكتف |
(أسام : جمع جمع ، مفرده : أسماء. ومفرد الأسماء : اسم) ، ثم قال بعد ذلك فى بيان التأنيث المقدر :
ويعرف التقدير بالضّمير |
|
ونحوه ؛ كالرّدّ فى التصغير |
(٢) سبقت الإشارة إليها فى ج ٢ ص ٦٦ م ٦٦ باب : «الفاعل».
(٣) إحدى الطيور الجارحة.