الخطاب (١) ، ويتحتم ـ فى الرأى الأشهر والأولى ـ أن يكون اسم الموصول واسم الإشارة تابعين فى ضبطهما لحركة المنادى الشكلية الظاهرة وحدها ؛ فيكون كل منهما مبنيا فى محل رفع فقط (٢) ؛ تبعا لصورة المنعوت ـ المنادى ـ نحو : يأيها العلم الخفاق ، تحية ، ويأيتها الراية العزيزة سلمت على الأيام ، أو يأيها الذى يخفق فوق الرءوس ، تحية ، ويأيتها التى ترفرفين سلمت ... ومن الأمثلة قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً ، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)، وقول الشاعر :
أيها ذا الشاكى وما بك داء |
|
كن جميلا تر الوجود جميلا |
فإن كانت «أل» ليست جنسيّة ؛ بأن كانت زائدة فى أصلها للعهد ، أو للمح الأصل أو للغلبة ... لم يصح النعت بما دخلت عليه ؛ فلا يقال : يأيها السيف ، ولا يأيها الحرب ، لرجلين اسمهما : سيف وحرب ، ولا يأيها المحمدان ... أو المحمدون. وكذلك لا يقال : يأيها ذاك العالم ؛ لاشتمال الإشارة على كاف الخطاب (٣). وإذا وصفت «أىّ وأيّة» باسم الإشارة السالف فالأغلب وصفه أيضا باسم مقرون بأل ، كالبيت المتقدم (٤) ...
٢ ـ إذا اقتضى الأمر وصف اسم الإشارة المنادى أو غير المنادى فالأغلب أن يكون الوصف معرفة مبدوءة بأل الجنسية بحسب أصلها (وتصير بعد النداء للعهد الحضورى). أو : باسم موصول مبدوء «بأل» (٥) ، نحو : يا هذا المتعلم ، حصّن نفسك بالخلق الكريم ، والطبع النبيل ؛ فإن فى هذا التحصين كمال الغاية ، وتمام المقصد ـ يا هؤلاء الذين آمنوا كونوا أنصار الله ... ولا يصح أن يكون النعت اسم إشارة (٦).
__________________
(١ ، ١) منعا لاشتمال الجملة الواحدة ـ فى غير الندبة ـ على خطابين لشخصين مختلفين ، بالإيضاح الذى سبق (فى رقم ٦ من هامش ص ٣٠) سواء أوجدت إضافة ؛ كالمثال الذى هناك ، أم لم توجد ؛ كالمثال الذى هنا.
(٢) وبعضهم يجيز النصب ، على المحل ؛ ـ طبقا لما سلف فى رقم ١ من هامش ص ٨٤. و ٤ من هامش ص ٤٤.
(٣) وفى الجزء الثالث م ١١٤ ص ٣٣٧ إشارة لهذا.
(٤) انظر رقم ٢ من هامش ص ٤٥ ـ السابقة لأهميته.
(٥) وقد سبق النص على هذا فى رقم ١ من هامش ص ٤٨ ـ وهناك شروط أخرى يجب تحقيقها إذا كان المنعوت اسم إشارة. وقد سبق بيانها فى باب النعت (ج ٣ م ١١٤ ص ٣٧٧).