زيادة وتفصيل :
١ ـ يجب إفراد «أىّ ، وأيّة» عند وقوعهما منادى ، فلا يصح أن تلحقهما علامة تثنية ، أو جمع ؛ سواء أكانت صفتهما مفردة أم غير مفردة ؛ نحو : يأيها الناصح اعمل بنصحك أوّلا ـ يأيها المتنافسان ترفّعا عن الحقد ـ يأيها الطلاب أنتم ذخيرة البلاد. يأيتها الناصحة اعملى ... ـ يأيتها المتنافستان ... ـ يأيتها الطالبات اعملن ...
أما من جهة التأنيث والتذكير فالأفضل الذى يحسن الاقتصار عليه عند النداء ـ وإن كان ليس بواجب ـ هو أن تماثل كل منهما صفتها ، فمثال التذكير ما سبق ، ومثال التأنيث أيضا : يأيتها الفتاة أنت عنوان الأسرة ـ يأيتها الفتاتان أنتما عنوان الأسرة ـ يأيتها الفتيات أنتن عنوان الأسرة. ويجوز فى «أىّ» المجردة من التاء ، عدم المماثلة (ولكنه ليس الأحسن) فتظل بصورة واحدة للمذكر والمؤنث. ولا يصح هذا فى «أيّة» المختومة بالتاء ، فلا بد من تأنيث صفتها المؤنثة.
ولا بد من وصف «أىّ وأية» عند ندائهما ؛ إمّا باسم تابع فى ضبطه لحركتهما اللفظية الظاهرة وحدها (١) معرّف بأل الجنسية فى أصلها ، وتصير بعد النداء للعهد الحضورى ، وإما باسم موصول مبدوء بأل (٢) ، وإما باسم إشارة مجرد من كاف
__________________
(١) يجيز فيه بعض النحاة النصب ـ طبقا لما سبق فى رقم ٤ من هامش ص ٤٤ ـ مراعاة للمحل كنظائره ـ أما الذين يمنعون النصب فحجتهم أن نصبه لم يرد فى المسموع.
(٢) اشترط «الهمع» (ج ١ ص ١٧٥) أن يكون الموصول مصدرا بأل ، وصلته خالية من الخطاب ؛ فلا يقال : يأيها الذى قمت. فى حين نقل الصبان (ج ٣ أول فصل : تابع المنادى) صحة ذلك قائلا ما نصه : (ويجوز : يأيها الذى قام ، ويأيها الذى قمت). اه. والظاهر أن الذى منعه «الهمع» ليس بالممنوع ، ولكنه غير الأفصح فى الكلام المأثور ؛ بدليل ما قرره أكثر النحاة ونصه : (كما نقله الصبان ج ٣ أول تابع المنادى ؛ تعليقا على المثال النحوى الذى عرضه الأشمونى ؛ وهو : يا تميم كلهم ، أو كلكم): «الضمير فى تابع المنادى يجوز أن يكون بلفظ الغيبة ؛ نظرا إلى كون لفظ المنادى اسما ظاهرا ، والاسم الظاهر من قبيل الغيبة ، وبلفظ الخطاب ؛ نظرا إلى كون المنادى مخاطبا ؛ فعلمت أنه يجوز أيضا يا زيد نفسه ، أو نفسك. قاله الدمامينى ...». ا ه ثم قال الصبان بعد ذلك : (ويجوز يأيها الذى قام ويأيها الذى قمت). ا ه.
وقد أشرنا لما سبق فى ج ١ م ١٩ ص ١٨٤ وفى ص ٣٤٣ أيضا.