المسألة ١٦٣ :
العدد (١)
يشمل الكلام عليه ما يأتى :
أقسامه الاصطلاحية ، وكيفية إعرابها ـ تمييزه ـ تذكيره وتأنيثه ـ صوغه على وزن : «فاعل» ، وإعرابه بعد هذه الصياغة ـ تعريفه وتنكيره ـ قراءة الأعداد المعطوفة على العقود المختلفة ـ التأريخ بالأيام والليالى ...
* * *
أقسامه الاصطلاحية ، وكيفية إعرابها :
أقسامه أربعة : مفرد (٢) ومركب ، وعقد ، ومعطوف.
__________________
(١) أحكام هذا الباب كثيرة ، والخلاف والتضارب فيها كثير كذلك. وما استخلصناه منها هو ـ فى تقديرنا ـ أقواها حجة ، وأوفرها شيوعا. ولم تعرضها مرتبة على حسب ترتيب أبيات ابن مالك ، فى «ألفيته» وإنما اخترنا ترتيبا آخر ، لعله أنسب وأحسن. وقد اقتضى هذا ألا نذكر أبيات ابن مالك التى نسوقها لتأييد القاعدة ـ مرتبة كما أوردها فى «باب العدد». وتداركنا الأمر فذكرنا بجانب كل بيت رقمه الدال على ترتيبه الأصلى فى الباب ؛ ليعرف ترتيب الناظم لأبياته. ثم نعود فنذكره مرة أخرى فى المكان الذى وضعته فيه «الألفية» بين أبيات بابه ؛ تنفيذا للمنهج العام الذى نسير عليه فى هذا الشأن فى جميع أجزاء الكتاب الأربعة.
ولم يترك القدماء كلمة : «العدد» من غير تعريف ، مع وضوح معناها ، وبداهة مدلولها ؛ فجاء تعريفهم حاملا من الغموض والخفاء والإبهام ما يحمله كل تعريف للبديه ، وكل توضيح للواضح. وقد يكون من المقبول أن نذكره. قالوا : العدد (هو ما وضع لكمية الآحاد ـ أى : الأفراد ـ وأن من خواصه مساواته لنصف مجموع حاشيتيه المتقابلتين!!).
يريدون بالمساواة : أن كل عدد ، يحيط به طرفان ؛ هما عدد قبله ، وعدد بعده ، ويسميان : «الحاشيتين». وأن مقدار العدد يساوى نصف مجموع الحاشيتين. ذلك لأن الحاشية التى قبله تنقص عنه بمقدار ما تزيد عليه الحاشية التى بعده. وهذا معنى التقابل بينهما. فالعدد «ثمانية» ـ مثلا ـ حاشيته العليا : تسعة ، وحاشيته السفلى : سبعة ، فمجموعهما ستة عشر ، وهما يحيطان به ؛ فمقداره يساوى نصف مجموعهما. أى : أن ثمانية يساوى نصف مجموع السبعة والتسعة : ٨ ـ (٢ / ٧+ ٩) والعدد «ستة» له حاشيتان ؛ العليا : سبعة ، والسفلى : خمسة ، ومقداره يساوى نصف مجموعهما معا. أى : أن ستة يساوى نصف مجموع السبعة والخمسة : ٦ ـ (٢ / ٧+ ٥) وهكذا ... ولا حاجة بنا لشىء من هذا التعريف.
(٢) ويسميه بعض النحاة «العدد المضاف». وهى تسمية شائعة ، لكنها غير دقيقة ، لأنها ـ