نَفَقاً فِي الْأَرْضِ ، أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ ...) ، ومثل : متى تعتمد الدولة على أسباب القوة فو الله يخافها أعداؤها.
السابع : الجملة الاسمية كقول الشاعر :
إن يحسدوك على فضل خصصت به |
|
فكلّ منفرد بالفضل محسرد |
وقول الآخر :
ومن كان منحلّ العزائم تابعا |
|
هواه فإن الرشد منه بعيد |
........................ (١).
وقد تغنى «إذا» الفجائية (٢) عن الفاء فى الدخول على الجملة الاسمية بشرطين ؛ أحدهما : متفق عليه ، وهو أن تكون الجملة اسمية غير دالة على طلب ، ولا مسبوقة بنفى ، ولا بناسخ ؛ ومن الأمثلة : البيت الأول السالف ، وهو :
إن يحسدوك ...) بخلاف : إن يطع الولد أبويه فويح له ، وإن يعصهما فويل له (٣). أو : إن يعصهما فما له حظ من التوفيق ، أو إن يعصهما فإن خسرانه مبين ؛ وكالبيت الثانى السالف. فالفاء واجبة فى هذه الأمثلة وأشباهها ، ولا يصح : «إذا». والآخر : غير متفق عليه. وهو أن تكون أداة الشرط «إن» دون غيرها من أخواتها الشرطية. فكثرة النحاة تشترطها. نحو : إن تخلص إذا الإخلاص ينفعك. وقلة النحاة لا تشترطها بعينها ، وإنما تجعل مثلها «إذا» الشرطية ؛ مستدلين بقوله تعالى فى المطر : (فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ، إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) وقوله تعالى : (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) والأحسن الأخذ برأى القلة ؛ إذ تؤيدها الشواهد ، ولا سيما بعض الآيات القرآنية ، ولا داعى للتأويل.
__________________
(١) اجتمعت الجملتان ؛ الاسمية ، والمصدرة بما النافية فى قول الشاعر :
فإن أرحل فمعروف جهادى |
|
وإن أقعد فما بى من خمول |
(٢) معناها الدلالة على المفاجأة فى الحال ، ولا بد أن يسبقها كلام. وبالرغم من أنها للمفاجأة فى الحال ـ لا تخلو هنا ـ بعد أداة الشرط ـ من دلالة تعقيب لجواب الشرط بعد فعل الشرط. والأحسن اعتبارها فى كل الأساليب حرفا (وقد سبق الكلام عليها فى ج ١ ص ٤٩٢ م ٥٢ وفى الجزء الثانى باب الظرف ..) وهل يصح أن تجتمع هى والفاء معا؟ الجواب فى ص ٤٣٤.
(٣) الدعاء نوع من الطلب ـ كما عرفنا فى ص ٣٤٤ ـ.