هذا وقد اجتمع فى البيت الآتى أكثر الأمور السابقة التى لا يصلح فيها الجواب أن يكون شرطا ، ويجب فى كل منها اقتران الجواب بالفاء ، والبيت هو :
اسمية ، طلبية ، وبجامد |
|
وبما ، وقد ، وبلن ، وبالتنفيس |
.................. (١).
٩ ـ ورد فى المسموع القليل اقتران جواب «إن الشرطية» باللام ، على اعتبار «إن الشرطية» بمنزلة «لو (٢)» .... ومنه قول الشاعر (٣) :
فإن يجزع عليه بنو أبيه |
|
لقد خدعوا ، وفاتهمو قليل ... |
وقول أبى بكر رضى الله عنه فى خطبة له (٤) : «يا معشر الأنصار إن شئتم أن تقولوا إنا آويناكم فى ظلالنا ، وشاطرناكم فى أموالنا ، ونصرناكم بأنفسنا ـ لقلتم» (٥) وتفصيل الكلام على هذين المثالين وحكم نظائرهما من كلام المحدثين موضح فيما سبق (٦).
وقد يقترن جواب «إن» و «لو» الشرطيتين بكلمة «إذا» طبقا للبيان الذى سلف (٧).
إلى هنا انتهت الأحكام الخاصة بالجملة الجوابية ، وستجىء (٨) أحكام عامّة تتصل بها وبالجملة الشرطية.
__________________
(١) لم يشمل البيت حالات النوع السادس التى سلفت فى ص ٤٣١ ، ولا حالات تأتى فى «ج» ص ٤٣٦ ، وفى اقتران الجواب بالفاء أو بإذا الفجائية التى تخلفها فى بعض الحالات يقول ابن مالك : (وسنذكر البيتين فى ص ٤٤٤ لمناسبة أخرى هناك).
واقرن «بفا» حتما جوابا لو جعل |
|
شرطا «لإن» أو غيرها لم ينجعل |
وتخلف «الفاء» «إذا» المفاجأه |
|
كإن تجد إذا لنا مكافأه |
(بفا ، ، أى : بالفاء) يريد : اقرن بالفاء حتما كل جواب لو جعلته فعل شرط للأداة «إن» أو لغيرها من أخواتها ـ لم ينجعل. أى : لم يصلح فعلا للشرط ؛ لعدم انطباق الشروط عليه. ثم قال : إن هذه «الفاء» قد تختفى ويحل محلها «إذا» وساق لها مثلا ، ولم يتعرض للتفصيلات والشروط المختلفة.
(٢ و ٢) راجع البيان الخاص بهذا فى رقم ١ من هامش ص ٤٢٩.
(٣) هو عبد الله بن عنمه ، من الشعراء الذى يحتج بكلامهم ـ وله إشارة فى هامش ص ٤٢٩ ـ والبيت منقول من الأصمعية الثامنة.
(٤) الخطبة كاملة فى الجزء الأول من كتاب «زهر الآداب» للحصرى ، ص ١٠.
(٥) سبق تفصيل هذا الحكم لمناسبة أخرى فى رقم ١ من هامش ص ٤٢٩.
(٦) فى ص ٢٩٧ وفى ص ٤٢٩.
(٧) فى ص ٤٣٩.