أمره فقد ضمن إصابة الهدف. ومن أساء الوسيلة فقد ضل السبيل إلى الغاية. وقول الشاعر:
فإن تكن الأيام أحسنّ مرة |
|
إلىّ فقد عادت لهن ذنوب |
الرابع : الجملة الفعلية المصدرة بأحد حرفى التنفيس (وهما : السين ، وسوف) نحو : من يحسن فسيجزى على الإحسان إحسانا ، ومن يسئ فسيلقى على الإساءة شرّا وخسرانا. ونحو : إن يعدل الحاكم فسوف تستقيم له الأمور ، وإن يظلم فسوف تنهار دعائم حكمه ، وتدوم بعدها حسراته وآلامه.
الخامس : الجملة المصدرة بأحد أحرف النفى الثلاثة (وهى : ما ـ لن ـ إن) (١) ؛ نحو : من يقصّر فما ينتظر حسن الجزاء (٢) ، ونحو قوله تعالى : (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) ، ونحو : من يستسلم للغضب فإن يلومن إلا نفسه على ما يصيبه. أى : فلا يلومن إلا نفسه (٣) ...
فإن كانت أداة الشرط هى «إذا» والنافى هو «إن» جاز مجىء الفاء وعدم مجيئها. ومن الثانى قوله تعالى : (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) ، أى : ما يتخذونك (٤) ...
السادس : الجملة المبدوءة بكلمة لها الصدارة ؛ (مثل : ربّ ـ كأنّ ـ أدوات الشرط ـ أداة القسم عند كثير من النحاة) .. نحو :
إن كان عادكمو عيد فربّ فتى |
|
بالشوق قد عاده من ذكركم حزن |
ونحو قوله تعالى : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ : أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ ، أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ ، فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) ، وقولهم : من يأكل مال اليتيم فكأنه يأكل نارا. ومثل قوله تعالى يخاطب الرسول فى أمر المعارضين : (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ
__________________
(١ و ١) انظر رقم ١ من «ج» فى الزيادة الآتية والتفصيل (ص ٤٣٦). فقد جعل بعض النحاة «لا» و «لم» النافيتين مثل «إن» النافية. ولكنه جعل اقتران الفاء بهما جائزا ، لا واجبا.
أما مع «إن» فواجب (انظر ص ٤٣٥).
(٢) وقول الشاعر :
فإن كنت قد فارقت نجدا وأهله |
|
فما عهد نجد عندنا بذميم |
(٣) فإن كان حرف النفى هو «ما» وجب اقترانه بالفاء ؛ كقول الشاعر :
إذا كانت النّعمى تكدّر بالأذى |
|
فما هى إلا محنة وعذاب |