مراعاة لمحله. وهذا الرأى أحسن ـ كما سيجىء (١) فى بابها (٢) ... ـ
* * *
(ب) وإن كان المنادى مبنيّا وجوبا على الضم ـ لفظا أو تقديرا ـ فتوابعه إما واجبة النصب فقط ، وإما واجبة الرفع الشكلىّ فقط ، وإمّا جائزة الرفع الشكلىّ والنصب ، وإما بمنزلة المنادى المستقل. وفيما يلى بيان هذه الحالات الأربع :
١ ـ يجب ـ على الأشهر ـ نصب التّابع ؛ مراعاة لمحل هذا المنادى ، ولا يصح مراعاة لفظه ، فى صورة واحدة ، هى : أن يكون التابع نعتا (٣) ، أو عطف بيان ، أو توكيدا ، بشرط أن يضاف التابع فى الثلاثة إضافة محضة ـ وهذه تقتضى أن يكون المضاف مجردا من «أل» ـ ؛ كقولهم : يا زياد أمير العراق بالأمس ، نشرت لواء الأمن ، وطويت بساط الدّعة ـ يا أهرام أهرام الجيزة ، أنتنّ من عجائب الآثار ـ شرّ الإخوان من يساير الزمان ؛ يقبل معه ويدبر معه ؛ فاحذروا هذا يا أصدقاء كلّكم (٤).
فإن لم يتحقق الشرط خرجت التّوابع المذكورة من هذا القسم ودخلت فى الحالة الثالثة الآتية (٥) (حيث يصح فيها الرفع الصّورى ؛ مراعاة شكلية للفظ المنادى. والنصب مراعاة لمحله) ؛ كأن يقع التابع مفردا مقرونا بأل (٦) ؛ مثل : يا زياد الأمير ، أو خاليا من «أل» ومن الإضافة المحضة (٧) ؛ مثل : يا رجل محمد ـ بالتنوين (٨) ـ أو محمدا ، أو يكون مضافا إضافة غير محضة (٩) ؛ نحو : يا مسافر راكب (١٠) السيارة ، أو
__________________
(١) ص ٧٦.
(٢) وإذا عملنا بهذا الرأى صار النصب حكما عاما يشمل جميع أنواع التابع للمنادى المثصوب بالتفصيل السالف.
(٣) بشرط ألا يكون منعوته (المنادى) اسم إشارة ، ولا كلمة : «أىّ» أو : أية ... ـ وإلا وجب رفع النعت صورة. لدخوله فى حكم الحالة الآتية الخاصة به ، وهى الثانية.
(٤) انظر رقم ٥ من هامش ص ٣٩.
(٥) انظر ص ٥١. ويتضح الرفع الصورى بما فى رقم ٢ من هامش ص ٤٥.
(٦) انظر رقم ١ من هامش ص ٥١.
(٧ ، ٧) سبق الكلام عليها مفصلا أول الجزء الثالث.
(٨) لا يقال فى هذا المثال وأشباهه إن النعت نكرة ، بسبب إضافته غير المحضة مع أن المنعوت معرفة بالقصد والإقبال مع النداء ، بسبب أنه نكرة مقصودة ـ لا يقال هذا ؛ لما سبق فى رقم ١ من هامش ص ٢٧ ؛ وفى ص ٢٨ ـ