زيادة وتفصيل :
(ا) اختلف النحاة فى الحكم على نوع «لام الجحود». فمن قائل إنها حرف زائد ، وزيادته غير محضة ؛ إذ لا يمكن الاستغناء (١) عنه ؛ لأنها تفيد الاختصاص ، وتقوية النفى الذى ينصبّ على ما قبلها ، وما بعدها (٢) أيضا. ومع زيادتها فهى الناصبة للمضارع بنفسها ، والفعل وفاعله خبر الكون
ومن قائل : هى زائدة غير محضة أيضا ، ولكن المضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعدها. والمصدر المؤول خبر. وقيل ... وقيل ...
وهذه الآراء ضعيفة ؛ لأن أكثرها يعارض ويناقض القواعد النحوية العامة. وأقرب الآراء إلى القبول هو الرأى البصرى ، الذى يجعل لام الجحود حرف جر أصلى يفيد تقوية معنى النفى قبلها وبعدها ، والمضارع منصوب بعدها «بأن» المضمرة وجوبا. والمصدر المؤول مجرور باللام ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف عامّ. وهذا الإعراب هو الشائع بين أكثر النحاة ، وهو أقل عيوبا من سواه ، ويؤيده بعض الأمثلة الفصيحة التى وردت مشتملة على خبر «الكون» مذكورا كقول القائل :
سموت ولم تكن أهلا لتسمو |
|
ولكنّ المضيّع قد يصيب |
فذكر الخبر «أهلا» يمنع أن تكون اللام فى هذه الأساليب زائدة محضة أو غير محضة ، كما يمنع أن يكون المضارع وفاعله هما الخبر فيها ، أو المصدر المؤول هو الخبر ...
(ب) إذا لم يكن الفعل المنفى قبل اللام «فعل كون» لم يصح اعتبارها «لام جحود». ووجب اعتبارها نوعا آخر يناسب السياق ، ويساير معنى الأسلوب ، كأن تكون زائدة ، أو للتعليل (٣). أو للعاقبة ... أو ... والأغلب أن تصلح
__________________
(١) سبق ـ فى ج ٢ م. ٩ ص ٣٥٠ و ٣٦٧ ـ باب «حروف الجر» تفصيل الكلام على زيادة حرف الجر ، وعلى زيادة «اللام» زيادة محضة وغير محضة ...
(٢) حاشية الخضرى والصبان فى هذا الموضع من باب : «إعراب الفعل».
(٣) انظر «ح» من ص ٣٠٤ ، حيث الكلام على الفرق بينها وبين «لام الجحود» وقد سبق كلام على «لام التعليل فى ص ٢٨٣ و ٢٨٧ ـ