المسألة ١٤٧ :
الكلام على الاسم الممنوع من الصرف للعلمية (١)
مع إحدى العلل السبع
١ ـ يمنع الاسم من الصرف إذا كان علما ، مركبا تركيب مزج. والمراد بالتركيب المزجى (٢) : كل كلمتين امتزجتا (أى : اختلطتا) بأن اتصلت ثانيتهما بنهاية الأولى حتى صارتا كالكلمة الواحدة ؛ من جهة أن الإعراب أو البناء يكون على آخر الثانية ـ فى الرأى الأشهر ـ أما آخر الكلمة الأولى فقد يكون ساكنا ؛ نحو : بر سعيد (٣) ـ نيويرك (٤) ـ جرد نستى (٥) ـ وقد يكون متحركا بالفتحة (وهذا
__________________
(١) ملاحظة هامة : الممنوع من الصرف للعلمية ومعها علة أخرى لا يدخله تنوين «الأمكنية» فلو زالت العلمية لوجب تنوينه تنوين تنكير ـ كما سنعرف فى ص ٢٢١ ـ إن لم يوجد سبب آخر للمنع.
(٢) سبق الكلام على المركب المزجى فى باب العلم (ج ١ ص ٢٧٠ م ٢٢) ومن أهم ما قلناه هناك إن المركب المزجى لا يكون إلا من كلمتين ، فقط ، (وقد تفصل بينهما الواو ؛ فى بعض الصور السماعية ؛ كما فى : «كيت وكيت ـ ذيت وذيت» طبقا للبيان الآتى فى ص ٥٤٠) ولا يصح مزج أكثر منهما. ومتى امتزجتا صارتا كلمة واحدة ذات شطرين ، كل شطر منهما بمنزلة الحرف الهجائى الواحد من الكلمة الواحدة (كما نص على هذا شارح «المفصل» ج ٤ ص ١١٦) والأصل قبل التركيب أن يكون لكل واحدة منهما معنى يخالف معنى الأخرى. أما بعد التركيب المزجى فإن كان هذا التركيب من النوع الذى تتركز فيه علامات الإعراب أو البناء على آخر الثانية فقط ؛ كسيبويه ، وبعلبك وغيرهما ... من الأمثلة المعروضة هناك ـ فى ص ٢٧٩ ـ ، ونظائرها ـ زال المعنى الأصلى لكل منهما نهائيا ، ولا يصح ملاحظته ؛ إذ ينشأ من المزج معنى جديد ، مستحدث ، لا صلة له بالمعنى السابق لهما أو لإحداهما ، أما إن كان هذا المركب المزجى من النوع الذى يبنى على فتح الجزأين (وهو المذكور فى ج ١ ص ٢٨١) ، كالمركبات العددية مثل : ثلاثة عشر ، وأربعة عشر .. أو المركبات الظرفية ، نحو : صباح مساء ... أو الحالية ؛ نحو فلان جارى بيت بيت ، أى : ملاصقا ، أو باقى المركبات الأخرى التى تبنى على فتح الجزأين طبقا للأحكام المدونة فى أبوابها ... ، فإن المعنى بعد التركيب يرتبط ارتباطا وثيقا بالمعنى الذى كان لكل كلمة قبل مزجها بأختها ؛ إذ يتكون المعنى الجديد من معناهما السابق ، مع بعض زيادة تنضم إليه ، دون إلغاء لمعناهما السابق ، أو إهمال لملاحظته فى تكوين المعنى المستحدث. فأساس المعنى الجديد هو معناهما القديم مع ضم زيادة إليه. وهذا النوع يلاحظ فيه قبل المزج أنه على تقدير «واو العطف» بين الكلمتين وأنهما فى حكم المتعاطفين ، فمعناهما بملاحظتها قبل التركيب هو معناهما الجديد بعد المزج بغير ملاحظتها (راجع شرح المفصل ج ١ ص ٦٥ وج ٤ ص ١٢٤).
(٣) اسم أجنبى ، معناه : ميناء سعيد. ويطلق على مدينة مصرية على الساحل الشمالى الشرقى. ويصح نطقها وكتابتها بواو بعد الباء ولكن تتحرك الراء بعدها للتخلص من الساكنين.
(٤) معناه : يرك الجديدة ، وهو اسم مدينة فى الولايات المتحدة الأمريكية.
(٥) اسم أجنبى ، معناه : حديقة «ستى» ويطلق على حى مشهور فى القاهرة ، على الساحل الشرقى للنيل.