زيادة وتفصيل :
(ا) لم يحكم النحاة على «أخرى» الممنوعة من الصرف بأنها معدولة ؛ لاشتمالها على ألف التأنيث المقصورة ، وهذه أقوى فى منع الصرف من العدل. وأما آخران وآخرون فمعربان بالحروف فلا دخل لهما فى منع الصرف.
(ب) قد تكون : «أخرى» بمعنى : «آخرة» ـ بكسر الخاء ـ وهى التى تقابل كلمة : «أولى» كالتى فى مثل : (قالت أخراهم لأولاهم ... وقالت أولاهم لأخراهم ...) وفى هذه الصورة تجمع كلمة : «أخرى» على «أخر» المصروفة ؛ لأنها غير معدولة ؛ لأن مذكرها هو : «آخر» ـ بكسر الخاء ـ الذى يقابل «أول» بدليل قوله تعالى : (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) ، أى : الآخرة ، يؤيد هذا قوله تعالى : (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) ، والقصة واحدة ، فليست «أخرى» التى هى بمعنى : «آخرة» من باب أفعل التفضيل.
والفرق أن أنثى المفتوح الخاء (١) لا تدل على انتهاء ، كما لا يدل عليه مذكرها ، فلذلك يعطف عليه مثلها من جنس واحد ؛ كقولك : أقبل رجل ، وآخر ، وآخر ... أقبلت سيدة ، وأخرى ، وأخرى. أما أنثى المكسور الخاء (٢) فتدل على الانتهاء ، ولا يعطف عليها مثلها من جنس واحد ، كما أن مذكرها كذلك ...
__________________
(١) مفتوح الخاء هو : «آخر» ومعناه : أكثر مغايرة ومخالفة ـ والصيغة للتفضيل كما أسلفنا ـ وأنثاه هى : «أخرى» التى تجمع على : «أخر» الممنوعة من الصرف.
(٢) مكسور الخاء هو : «آخر» الذى معناه : «أخير» أى : مقابل للأول ويدل على النهاية. ومؤنثه «آخرة» ، أو «أخرى» التى تجمع على «أخر» المصروفة.