ومثلث ـ رباع ومربع ـ خماس ومخمس ـ سداس ، ومسدس ـ سباع ، ومسبع ـ ثمان ومثمن ـ تساع ومتسع ـ عشار ومعشر.
ويقول النحاة : إن كل لفظ من هذه الألفاظ معدول عن لفظ العدد الأصلى المكرر مرتين للتوكيد ؛ فكلمة : «أحاد» فى مثل : صافحت الأضياف أحاد ، معدولة عن الكلمة العددية الأصيلة المكررة : «واحدا واحدا» والأصل : صافحت الأضياف واحدا واحدا ؛ فعدل العرب عن الكلمتين ، واستغنوا عنهما بكلمة واحدة ـ للتخفيف ـ تؤدى معناهما ؛ هى : أحاد ، ومثلها موحد» (١) وكلتا الكلمتين ممنوعة من الصرف مع أن أصلهما المعدول عنه منصرف ، ولا ينظر لهذا الأصل هنا ؛ ولهذا كانت محتومة المنع من الصرف (٢).
وكلمة : «ثناء» ، فى مثل : سار الجند ثناء ، معدولة عن أصلها العددىّ المكرر للتوكيد ، وهو : «اثنين اثنين» والأصل : سار الجند اثنين اثنين ، فعدل العرب عن الكلمتين ، وأتوا بدلهما بكلمة واحدة ـ للتخفيف ـ تؤدى معناهما ؛ هى : ثناء ، ومثلها : «مثنى» وهاتان ممنوعتان من الصرف مع أن أصلهما مصروف.
ومثل هذا يقال فى بقية الأعداد العشرة الأولى المعدولة. والأغلب فى هذه الأعداد العشرة المعدولة أن تكون حالا ، كالأمثلة السالفة ، أو تكون نعتا ؛ نحو : شاهدت حول الماء طيورا مثنى ؛ وطيورا ثلاث ... أو تكون خبرا ؛ نحو : أصابع اليدين والرجلين خماس ... ومن القليل أن تكون مضافا ، ومن الممنوع أن تكون مقرونة بأل.
ويجوز أن يتكرر اللفظ المعدول فيكون التالى توكيدا لفظيّا للأول ، فنقول : مثنى مثنى ـ ثلاث ثلاث ... وهكذا.
__________________
(١) التعليل النحوى السابق ضعيف ؛ فما الدليل على أن العرب الأوائل عدلوا عن استعمال اسم العدد الأصلى المكرر ، إلى استعمال الاسم المعدول؟ لا دليل ولا ما يشبهه. والحق أن العرب استعملوا النوعين ، وأحدهما مصروف ، والآخر ممنوع من الصرف ، ولا داعى لذلك التعليل.
(٢) فى هامش الجزء الثانى (م ٨٤ ص ٢٩٢) بيان مفيد ، وتصويب للأساليب المشتملة على التكرار فى نحو : صافحت الأضياف واحدا واحدا ، وأقبل الجنود اثنين اثنين ، أو ثلاثة ثلاثة .. و .. فقد كان بعض القدماء ـ كالحريرى ـ يظن أن استعمالها على هذا الوجه خطأ ، وما هى بخطأ.