المسألة ١٤٦ :
الكلام على الاسم الممنوع من الصرف للوصفية (١)
وما ينضم إليها وجوبا من إحدى العلل الثلاث
١ ـ يمنع الاسم من الصرف للوصفيّة مع زيادة الألف والنون إذا كان على وزن «فعلان» ـ بفتح الفاء وسكون العين ـ بشرطين : أن تكون وصفيته أصيلة (أى : غير طارئة) وأن يكون تأنيثه بغير التّاء ؛ إما لأنه لا مؤنث له ؛ لاختصاصه بالذكور ، وإمّا لأن علامة تأنيثه الشائعة بين العرب ليست تاء التأنيث ، كأن يكون ، بألف التأنيث ... فمثال ما ليس له مؤنث : «لحيان» لطويل اللحية. ومثال الآخر عطشان ـ غضبان ـ سكران ... فإن أشهر مؤنثاتها : عطشى ـ غضبى ـ سكرى (٢). ومن الأمثلة قولهم : كان أبو بكر لحيان ، تزيده لحيته وقارا ، وهيبة. كثير الصمت ، وافر الحلم. ما رآه الناس غضبان إلا حين يحمد الغضب.
__________________
(١) ليس المراد بالصفة أو الوصف هنا النعت ، وإنما المراد بعض الأسماء المشتقة التى ليست أعلاما. (وقد سبق تعريف الاسم المشتق ، وبيان مدلوله فى ح ٣ ص ١٤٤ م ٩٨).
(٢) يشترط أكثر النحاة ألا يكون المؤنث على : «فعلانة» ويمثلون للمستوفى الشرط : بعطشان وغضبان ، وسكران ... مع أن كتب اللغة تأتى للثلاثة بمؤنث مختوم بالتاء ، وبمؤنث آخر ليس مختوما بها. فلا مناص من حمل الشرط النحوى على الأكثر الأغلب فى : «فعلان» ؛ بأن يتجرد مؤنثه من التاء فى المشهور إن تعددت مؤنثاته.
«ملاحظة هامة» : أخذ المجمع اللغوى القاهرى بالمذهب الكوفى ، وبلغة بنى أسد فى إلحاق تاء التأنيث جوازا بكلمة «سكرانة» ونظائرها. وقرار المجمع ، وما يتصل به من مذكرات وتقريرات مدوّن فى ص ٨٣ و ٩١ من المجلد الشامل للبحوث والمحاضرات التى ألقيت فى مؤتمر الدورة الثانية والثلاثين المنعقد ببغداد سنة ١٩٦٥ وفيما يلى نص القرار كما قدمته اللجنة المختصة ووافق عليه أغلبية المؤتمرين وأخذ به المجمع نهائيا :
«(إن تأنيث «فعلان» بالتاء لغة فى بنى أسد (كما فى الصحاح) ـ أو لغة بنى أسد (كما فى المخصص) وقياس هذه اللغة صرفها فى النكرة ؛ (كما جاء فى شرح المفصل). والناطق على قياس لغة من لغات العرب مصيب غير مخطىء وإن كان غير ما جاء به خيرا ، (كما فى قول ابن جنى). لذا يجوز أن يقال عطشانة وغضبانة ، وأشباههما ؛ ومن ثم يصرف «فعلان» وصفا ، ويجمع «فعلان» ومؤنثة «فعلانة» جمع تصحيح)» ا ه.