فإن كان الغالب المسموع على مؤنثه وجود تاء التأنيث فى آخره لم يمنع من الصرف ؛ نحو : (سيفان ، للرجل الطويل الممشوق القامة) ـ (ومصّان ، للرجل اللئيم) ؛ فإن مؤنثهما الشائع : سيفانة ومصّانة. وكذلك إن كانت وصفيته غير أصيلة ؛ فإنه لا يمنع من الصرف ؛ ككلمة : «صفوان» فى قولهم : بئس رجل صفوان قلبه. وأصل الصفوان : الحجر.
وإذا زالت الوصفية وحدها وسمّى بهذا الاسم ـ ؛ بأن صار علما مزيدا بالألف والنون ؛ كتسمية رجل بغضبان ، أو بعطشان ـ فإنه يظل على حاله ممنوعا من الصرف ؛ لأن الوصفية التى زالت حلّ محلها العلمية الجديدة ؛ وبانضمام العلمية إلى الزيادة يجتمع فى الاسم العلتان المؤديتان إلى منعه من الصرف (١).
٢ ـ ويمنع الاسم من الصرف للوصفية مع وزن الفعل. (٢) بالشرطين السالفين (وهما : ألا يكون مؤنثه الشائع بالتاء ، وألا تكون وصفيته طارئة غير أصيلة). ويتحقق الشرطان فى الوصف الذى على وزن «أفعل» ، ومؤنثه «فعلاء أو فعلى» ؛ نحو : أحمر وحمراء ـ أبيض وبيضاء ـ أجمل وجملاء (٣) ، ونحو : أفضل
__________________
(١) وفى الكلام على الوصفية مع زيادة الألف والنون يقول ابن مالك بعد كلامه على ألف التأنيث أول الباب.
وزائدا «فعلان» فى وصف سلم |
|
من أن يرى بتاء تأنيث ختم ـ ٣ |
(المراد بزائدى «فعلان» : الألف والنون الزائدتان فى آخره). يقول : إن الاسم يمنع من الصرف إذا اشتمل على الألف والنون الزائدتين بشرط أن يكون وصفا لا يختم آخره بتاء التأنيث عند تأنيثه ؛ فلا بد أن يسلم آخره عند التأنيث من هذه التاء ، إما لأنه وصف خاص بالرجال ، فلا مؤنث له ، وإما لأن الغالب على مؤنثه أن يكون بألف التأنيث ـ وقد سردنا الأمثلة لكل ـ
(٢) سواء أكان الوزن خاصا بالفعل ، نحو : أجمل ـ أشرف ـ. ـ أم على وزن مشترك بين الأسماء والأفعال ولكن الفعل به أولى لغلبته فى الفعل ، أو لدلالته على معنى فى الفعل دون الاسم ؛ نحو : أحيمر ، وأفيضل ، (تصغير : أحمر ، وأفضل) فهما على وزن : «أبيطر» وهو وزن فى الأفعال أكثر. والهمزة فى أولهما لا تدل على شىء ، مع أنها فى الفعل : «أبيطر» تدل على المتكلم. لما سبق وجب منع «أحيمر وأفيضل» من الصرف ـ (انظر الكلام على لفظ «أعلى» المصغر فى ص ٢٥٢ ثم انظر ص ٢٦٠) ـ بخلاف بطل وجدل (للصلب الشديد) وندس (بفتح أوله مع ضم الثانى أو كسره ، للقوى السمع) فإنها أوصاف أصلية على وزن للفعل ، ولكنه وزن مشترك بين الأسماء والأفعال لا يتغلب فيه جانب الفعل.
(٣) قال الكسائى مستدلا :
فهى جملاء كبدر طالع |
|
بذّت الخلق جميعا بالجمال |