(ب) الذى يمنع صرفه لوجود علتين معا :
لا بد أن تكون إحدى العلتين المجتمعين معنوية ، والأخرى لفظية. وتنحصر العلة المعنويّة فى «الوصفية» وفى «العلمية» وينضم لكل واحدة منهما علة أخرى لفظيّة لا بد أن تكون من بين العلل السبع الآتية ـ دون غيرها (١) ـ وهى : (زيادة الألف والنون ـ وزن الفعل ـ العدل ـ التركيب ـ التأنيث ـ العجمة ـ ألف الإلحاق.) فينضم للوصفية إما زيادة الألف والنون ، وإما وزن الفعل ، وإما العدل. وينضم إلى العلمية إما واحدة من هذه الثلاث ، وإما التركيب ، أو التأنيث ، أو العجمة ، أو ألف الإلحاق. فالعلل (كما يسميها النحاة) تسع معينة ، ليس فيها علة معنوية إلا الوصفية والعلمية ، أما السبعة الباقية فلفظية (٢). ، لا تصلح واحدة منها لمنع الصرف ، إلا إذا انضمت إليها إحدى العلتين المعنويتين.
فالاسم يمنع من الصرف : للوصفية مع زيادة الألف والنون ، أو الوصفية مع وزن الفعل ـ أو الوصفية مع العدل.
وكذلك يمنع للعلمية مع الزيادة ، أو العلمية مع وزن الفعل ، أو العلمية مع العدل ، أو العلمية مع التركيب ، أو العلميّة مع التأنيث ، أو العلمية مع العجمة ، أو العلمية مع ألف الإلحاق. وفيما يلى البيان :
__________________
(١) اشترطنا أن تكون العلامتان محصورتين فيما سيذكر هنا ؛ لأنه قد يوجد فى الاسم المعرب علامتان إحداهما لفظية والأخرى معنوية ويجب صرفه مع وجودهما. وسبب صرفه أن إحداهما ليست معتبرة فى منع الصرف ، ولا معدودة من أسبانه ، كما فى كلمة : «أجيمال» تصغير : «أجمال» جمع تكسير لجمل. فإن «أجيمالا» مصروفة بالرغم من اشتمالها على علتين ، إحداهما : معنوية ، هى : التصغير الذى يعد فرعا للتكبير ، والأخرى لفظية ، وهى الجمع الذى يعتبر فرعا للإفراد. ومثل هذا يقال فى «حائض وطامث» فإنهما مصروفتان حتما. والسبب فى الصرف استعمال العرب ليس غير ؛ فإنهم قصروا الممنوع من الصرف على ما سردناه. أما ما يذكره النحاة غير هذا من التعليلات فمرفوض.
(٢) حتى التأنيث المعنوى فى مثل : سعاد ـ زينب ـ مىّ ... يعتبر فى هذا الباب علة لفظية ؛ لظهور أثره فى اللفظ بتأنيث الفعل له ، وعودة الضمير عليه مؤنثا ، ـ كما سيجىء فى رقم ١ من هامش ص ٢٢٥ ـ